للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " لا يرقد " نفي، وكلمة " من " يجوز أن تكون بمعنى " في "

كما ذكرنا، وقوله: " فيستيقظ " بالرفع عطف على قوله: " لا يرقد "،

والمعنى: لا يوجد منه رقدة في ليل أو نهار واستيقاظ، إلا وقد يوجد منه

التسوك قبل أن يتوضأ، وبهذا وأمثاله احتج داود (١) الظاهري أن السواك

واجب، وحكى عن إسحاق بن راهويه أنه واجب، إن تركه عمداً بطلت

صلاته، وهذا خلاف الإجماع.

٤٧- ص- حدّثنا محمد بن عيسى قال: نا هشيم قال: أخبرنا حصين،

عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه،

عن جده عبد الله بن عباس قال: " بتّ ليلة عند النبي- عليه السلام- فلما

استيقظ من منامه أتى طهوره، فأخذ سواكه فاستاك، ثم تلا هذه الآيات:

(إن في خلق السموات والأرْض واخْتلاف الليْل والنّهار لآيات لأولي

الألباب ... ) (٢) حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ، فأتى

مصلاه، فصلى ركعتين، ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله، ثم استيقظ،

ففعل مثل ذلك، ثم رجع إلى فراشه فنام، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، كل

ذلك يستاك ويصلي ركعتين، ثم أوتر " (٣) .

/ش- محمد بن عيسى بن الطباع وقد ذكرناه.


(١) في الأصل: " أبو داود " خطأ. (٢) سورة آل عمران: (١٩٠) .
(٣) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: في صلاة الليل (١٣٢٣، ١٣٢٤) ،
وفي باب: في صلاة الليل (١٣٣٤، ١٣٣٦) ، وفي كتاب الأدب، باب:
في النوم على طهارة (٥٠٤٣) ، والبخاري في كتاب العلم، باب: السمر في
العلم (١١٧) ، ومسلم في كتاب الطهارة، باب: غسل الوجه واليدين إذا
استيقظ من النوم (٢٠/٣٠٤) ، وفي كتاب صلاة المسافرين، باب: الدعاء
في صلاة الليل وقيامه (٧٦٣) ، والترمذي في كتاب الصلاة، باب: ما جاء
في الرجل يصلي ومعه رجل (٢٣٢) ، والنسائي في كتاب الطهارة، باب:
الدعاء في السجود (٢/٢١٨) ، وفي كتاب قيام الليل، باب: ذكر الاختلاف
على حبيب بن أبي ثابت (٣/٢٣٦- ٢٣٧) ، وابن ماجه في كتاب الطهارة،
باب: وضوء النوم (٥٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>