للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن دينار، وأبا إسحاق السبيعي، وأيوب السختياني، وثابتا البناني، والثوري، والأعمش، وحسين بن ذكوان المعلم وغيرهم. روى عنه:

أبو حنيفة- رضي الله عنه-، وابن المبارك، وابن عيينة، ووكيع

وجماعة آخرون، قال أحمد: هو ثقة، قال ابن معين: لا بأس به،

وقال أبو حاتم: صدوق حسن الحديث. روى له الجماعة (١) .

قوله:" كان بي النَّاصور"- الناصور- بالنون والصاد وبالسين-

أيضا- الناسور- علة تحدث في مآقي العين، يسقى فلا ينقطع، وقد يحدث- أيضا- في حوالي المقعدة؛ وهو المراد هاهنا، وقد يحدث

- أيضا- في اللثة/ وهو معرب، والبَاسُور- بالباء الموحدة- علة تحدث [٢/٤٤ - ب] في المقعدة، وفي داخل الأنف- أيضا- وجاء في حديثه: " كان لي بواسير"- بالباء- وفي لفظ: " مَبْسورا" وفي لفظ بالنون. وقيل: لا

يسمى بَاسُورا إلا إذا جرى وتفتحت أفواه عروقه من داخل المخرج. وبهذا

الحديث استدل أصحابنا أن المريض إذا عجز عن القيام صلى قاعدا يركع ويسجد، فإن لم يستطع الركوع والسجود أومأ إيماء قاعدا، وجعل

سجوده أخفض من ركوعه، وإن لم يستطع القعود استلقى على ظهره

وجعل رجليه نحو القبلة، وأومأ بالركوع والسجود، وإن استلقى على

جنبه ووجهه إلى القبلة وأومأ جاز، إلا أن الأوْلى هو الأولى عندنا خلافا للشافعي. وقال بعض أصحابنا: المستلقي ينبغي أن يَنْصب ركبتيه إن قدر

عليه حتى لا يمر رجليه إلى القبلة. وأما كيفية القعود فيما إذا صلى قاعدا

فبحسب طاقته وتمكنه.

وقال الشيخ محيي الدين (٢) : واختلف العلماء في الأفضل في كيفية

القعود موضع القيام في النافلة وكذا في الفريضة إذا عجز، وللشافعي

قولان، أظهرهما: يَقعدُ مفترشا، والثاني: متربعًا. وقال بعض


(١) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٢/ ١٨٦) .
(٢) شرح صحيح مسلم (٦/١٥) .
١٥* شرح سنن أبي داود ٤

<<  <  ج: ص:  >  >>