للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَمرو: ابن دينار.

وأبو معبد: نافذ- بالنون والفاء والذال المعجمة وقيل: بالمهملة-

القرشي الهاشمي الحجازي مولى عبد الله بن عباس. سمع: عبد الله بن

عباس. روي عنه: عمرو بن دينار، وأبو الزبير المكي، والقاسم بن

أبي بزة، قال أحمد وأبو زمعة: ثقة. مات بالمدينة سنة أربع ومائة.

روي له الجماعة (١) .

قوله: " يعلم" على صيغة المجهول. وبهذا استدل بعض السلف أنه

يستحب رفع الصوت بالتكبير والذكر عقيب المكتوبة، وممن استحبه من المتأخرين: ابن حزم الظاهر". وقال ابن بلال: أصحاب المذاهب

المتنوعة وغيرهم متفقون على عدم استحباب/ رفع الصوت بالتكبير والذكر [٢/٥٦- ب] حاشا ابن حزم. وحَمل الشافعي هذا الحديث على أنه جهر ليُعلمهم صفة

الذكر؛ لا ابنه كان دائما، قال: وأختارُ للإمام والمأموم أن يذكر الله بعد

الفراغ من الصلاة ويُخفيان ذلك، إلا أن يقصدا التعليم فيُعلما ثم يُسِرا.

وقال الطبري: فيه البيانُ على صحة فعل مَنْ كان يَفعْلُ ذلك من الأمراء

والولاة، يكبر بعد صلاته ويكبر من خلفه، وقال غيره: لم أجد أحدا

من الفقهاء قال بهذا إلا ابن حبيب في "الواضحة": كانوا يستحبون

التكبير في العساكر والبعوث إثر صلاة الصبح والعشاء. وروي ابن

القاسم، عن مالك: إنه مُحدث. وعن عَبيدة: هو بدْعة. وقال ابن

بلال: وقول ابن عباس هذا فيه دلالة أنه لمَ يكن يُفعلُ حين حدث به

لأنه لو كان يفعل لم يكن لقوله معنى، فكان التكبير بأثر الصلوات لم

يواظب الرسول عليه طول حياته، وفهم أصحابه أن ذلك ليس بلازم

فتركوه خشية أن يظن أنه مما لا تتم الصلاة إلا به، فلذلك كرهه من كرهه

من الفقهاء، وفيه دلالة أن ابن عباس كان يُصلي في أخريات الصفوف

لكونه صغيرًا. والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي.


(١) المصدر السابق (٢٩/ ٦٣٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>