للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا أدري زاد أم نقص - فلما سلم قيل له: يا رسول الله! أحدث في الصلاة شيء؟ قال: "وما ذاك؟ " قالوا صليت كذا وكذا، قال: فثني رجليه واستقبل القبلة فسجد بهم سجدتين ثم سلم فلما انفتل أقبل علينا بوجهه فقال: "إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به؛ ولكن إنما أنا بشر أنسي كما تنسون فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين". (١)

ش - جرير: ابن عبد الحميد، ومنصور ابن المعتمر، وإبراهيم النخعي، وعلقمة بن قيس.

قوله: "أحدث" الهمزة فيه للاستفهام، و"حدث" بفتح الدال.

قوله: "فثني" بتخفيف النون أي: عطف.

قوله: " فسجد بهم سجدتين ثم سلم" فيه دليل لأصحابنا في أن سجدة السهو بعد السلام.

قوله: "لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به" أي: أخبرتكم به، فيه دليل أن البيان لا يؤخر عن وقت الحاجة.

قوله: "أنا بشر أنسي" (٢) فيه دليل على جواز النسيان عليه - عليه السلام - في أحكام الشرع، وهو مذهب جمهور العلماء؛ وهو ظاهر القرآن والأحاديث، واتفقوا على أنه - عليه السلام - لا يقر عليه؛ بل يعلمه الله تعالي به. ثم قال الأكثرون: شرطه: تنبيهه - عليه السلام - على الفور متصلا بالحادثة، ولا يقع فيه تأخير، وجوزت طائفة تأخيره


(١) البخاري: كتاب الصلاة، باب: التوجه نحو القبلة حيث كان (٤٠١) ، مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: السهو في الصلاة والسجود له (٨٩/٥٧٢) ، النسائي: كتاب السهو، باب: التحري (٣/٢٨) ، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء فيمن شك في صلاته فتحري الصواب (١٢١١) .
(٢) انظر: شرح صحيح مسلم (٢/ ٦١ - ٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>