للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذموم المردود؛ فإذا كان بمس الحَصَى لاغيا فبالكلام ونحوه بالطريق

الأولى. والحديث: أخرجه مسلم، والترمذي، وابن ماجه.

١٠٢٢- ص- نا إبراهيم بن موسى: أنا عِيسَى: نا عبد الرحمن بن يزيد

ابن جابر قال: حدثني عطاء الخراساني، عن مولى امرأته أم عثمان قال (١) :

سَمعتُ عليا- رضي الله عنه- على منبر الكوفة يقولُ: إذا كان يوم الجمعة

غدَت الشياطينُ براياتها إلى الأسواق فيَرْمون الناسَ بالترابيث أو الرِبائث ويُثَبطونهم عن الجمعة، وتَغدُو الملائكةُ فيجلسون على باَب (٢) المسجد

فيكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإمامُ، فإذا جلسَ

الرجل مجلساً يَسْتمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصْتَ ولم يَلغُ كان له

/ كفلان من أجْر، فإن ناء حيث لا يَسْتمعُ (٣) فأنصت ولم يَلغُ كان له كفل [٢/ ٧٢ - ب] من أجْر، وإن جًلس مجلساً يَسْتمكن فيه من الاستماع والنظر فلغى وَلم

ينصت كان له كفل من وزر، ومن قال يوم الجُمعة لصاحبه: صهْ فقد لغى،

ومَنْ لغى فليس له في جمعته تلك شي. ثم يقولُ في آخر ذلك: سمعتُ

رسولَ الله يَقولُ ذلك (٤) .

ش- عيسى بن يونس، وعَطاء بن مُسلم الخراساني.

قوله: " غدت الشياطين براياتها " أي: ذهبت؛ والرايات: جمع راية

وهي العَلَم.

قوله: " فيَرْمون الناسَ بالترابيث " وقال الخطابي (٥) : الترابِيث ليس

بشيء؛ وإنما هو الربَائث؛ وأصله من رَبثْتُ الرجلَ عن حاجته أي:

حبسته عنها، واحدتها: رَبِيثة، وهي تجري مجرى العلة والتسبيب الذي

يَعُوقك عن وجْهك الذي تتوجه إليه؛ وقوله: " فيرمون الناسَ " إنما هو

"يُربثون الناسَ "، هكذا روي لنا في غير هذا الحديث.


(١) في الأصل: " قالت ".
(٢) في سنن أبي داود: " أبواب ".
(٣) في سنن أبي داود: " يسمعه.
(٤) تفرد به أبو داود.
(٥) معالم السنن (١/ ٢١٠) .
٥٢٤ شرح سنن أبي داوود ٤

<<  <  ج: ص:  >  >>