للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٨٠- ص- نا محمد بن العلاء: أن زيد بن حباب حدثهم قال: نا حسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: خَطَبَنَا النبي - عليه السلام- فأقبلَ الحسنُ والحسينُ- رضي الله عنهما- عليهما قَمِيصَانِ أحْمَرَان يَعْثُرَانِ وَيَقُومَان، فَنزلَ فأخَذهمَا، فَصَعَدَ بهما (١) ثم قال: "صَدَقَ اللهُ: "إنَّمَا أمْوَالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فتْنَة" (٢) ، رَأيتُ هَذينِ فلم أصْبرْ"، ثم أخَذَ في خُطبَتِهِ (٣) " (٤)

ش- الحسين بن واقد المروزي أبو عبد الله، مولى عبد الله بن عامر بن كُريزِ قاضي مرو. روى عن: عكرمة مولى ابن عباس، وأبي الزبير المكي، وثابت البناني، وغيرهم. روى عنه: الأعمش، وابن المبارك، ويحيى بن واضح، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. وقال أبو زرعة: ليس به بأس. مات سنة تسع وخمسين ومائة. روى له الجماعة (٥) . قوله: " عليهما قميصان، جملة اسمية وقعت حالاً بدون الواو من قبيل قولهم: كلمته فوه إلى فِي.

قوله: " فنزل " أي: فنزل رسول الله من المنبر، " فأخذهما فصعد بهما" المنبر.

وبهذا استدل أصحابنا أن الكلام لا يقطع الخطبة ولا يفسدها؛ لأنها شرط للجمعة وليس بركن، حتى لو خطب محدثاً أو جنباً جاز، ولكنه يكره، وعند أبي يوسف والشافعي لا يجوز إذا خطب جنباً.


(١) في سنن أبي داود: "بهما المنبر".
(٢) سورة التغابن: (١٥) .
(٣) في سنن أبي داود:"أخذ في الخطبة ".
(٤) الترمذي: كتاب المناقب، باب: مناقب الحسن والحسن- عليهما السلام- (٣٧٧٤) ، النسائي: كتاب الجمعة، باب: نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه
من الخطبة وقطعه كلامه ورجوعه إليه يوم الجمعة (١٤١٢) ، وكتاب صلاة العيدين، باب: نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة (١٥٨٤) ، ابن ماجه: كتاب اللباس، باب: لبس الأحمر للرجال (٣٦٠٠) .
(٥) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٦/ ١٣٤٦) .
٢٩ * شرح سنن أبي داوود ٤

<<  <  ج: ص:  >  >>