عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن طلحة قال: فأرسلني مروان إلى ابن عباس أسأله عن سُنَة الاستسقاء، فقال: سُنَة الاستسقاء سُنَة الصلاة في العيدين، إلا أن رسول الله قلب رداءه فجعل يمينه على يساره، وشماله على يمينه، وصلى ركعتن، كبر في الأولى سبع تكبيرات، وقرأت " سبح اسْمَ ربكَ الأعْلَى "، وقرأ في الثانية:"هَلْ أتَاكَ حَديثُ الغَاشيَة " وكبر فيها خمس تكبيرات ". انتهى. قال الحاكم: صَحيح الإَسنَاد ولم يخرجاه. قلنا: الجواب عنه من وجهن: الأول: أنه ضعيف، فإن محمد بن عبد العزيز هذا قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس له حديث مستقيم. وقال ابن حبان في كتاب "الضعفاء": يَرْوي عن الثقات المعضلات، وينفرد بالطامات عن الإثبات، حتى سقط الاحتجاج به. وقال ابن قطان في. " كتابه ": هو أحد ثلاث إخوة كلهم ضعفاء: محمد، وعبد الله، وعمران بنو عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، وأبوهم عبد العزيز مجهول الحال فاعتل الحديث بهما.
والثاني: أنه معارض بحديث رواه الطبراني في " معجمه الوسط " (١) :
نا مسعدة بن سعد/ العطار، ثنا إبراهيم بن المنذر، أنا محمد بن فليح، [٢ / ١٠٠] حدَّثني عبد الله بن حسين بن عطاء، عن داود بن بكر بن أبي الفرات، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك: " أن رسول الله استسقى فخطب قبل الصلاة، واستقبل القِبْلة، وحول رداؤه، ثم نزل فصلى ركعتين لم يكبر فيهما إلا تكبيرة ".
وحديث ابن عباس أخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ص- قال أبو داودَ: والإخبار للنفيلي والصواب: ابن عتبة.
ش- الإخبار- بكسر الهمزة- أراد به قوله: " قال: أخبرني أبي ".