قوله: " يحرسونهم " حال من الآخرين.
قوله: " هذا قول سفيان" أي: سفيان الثوري.
وقال الخطابي (١) : لا صلاة الخوف أنواع، وقد صلاها رسول الله-
عليه السلام- في أيام مختلفة، وعلى أشكال متباينة، يتوخى في كلها ما
هو أحوط للصلاة، وأبلغ في الحراسة، وهي على اختلاف صورها
مؤتلفة في المعاني ".
قلت: ذكر ابن القصار المالكي أن النبي- عليه السلام- صلاها في
عشرة مواطن. انتهى. وذكر مسلم أربعة أحاديث، كل حديث يدل على
صورة، وذكر ابو داود ثمان صور على ما نبينه- إن شاء الله تعالى-
وذكر غيره صوراً أخرى يبلغ مجموعها ستة عشر وجهاً، والمختار أن هذه
الأوجه كلها جائزة بحسب مواطنها، وفيها تفصيل، وتفريع مشهورة في
كتب الفقه، ثم إن كل إمام من أصحاب المذاهب اختار صورة من
الصور، وجعلها مذهبا لنفسه.
١٢٠٧- ص- نا سعيد بن منصور، نا جرير بن عبد الحميد، عن
منصور، عن مجاهد، عن أبي عياش الزرقي، قال: " كُنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعُسْفَانَ، وعَلَى المُشْركينَ خالدُ بنُ الوليد، فَصَلَّيْنَا الظهرَ، فقال المُشْرَكُوَن:
لَقد أصَبْنَا غرة، لقدَ أَصَبْنَا غَفْلَةَ، دو كنَا حَمَلنَا عَلَيهم وهم في الصلاة "
فَنَزَلَتْ آيةُ الَقَصْر بين الظهرِ والعَصرِ" فلما حَضَرَتِ العصرُ قامَ رسولُ اَلله
- عليه السلام- مسْتَقبلَ القبْلَةِ، والمُشْرِكُون أمَامَه، فَصَفَّ خَلفَ رسولِ اللهَ
- عليه السلام- صَف، وصَفَّ بَعد ذلك الصفِّ صَف آخَرُ، فَرَكَعَ رسولُ
اللهِ، وَرَكَعُوا جَميعاً، ثم سَجَدَ وسَجَدَ الصف الذين يَلُونَه، وقَاِل أن الآخَرُونَ يَحْرُسُونَهم، فلَما صَلَّى هَؤُلاء السجْدَتين وقَامُوا، سَجَدَ الآخرون الذين
كانوا خَلفَهم، ثم تَأخَّرَ الصفُّ الذي يَليه إلَى مَقَام الآخَرينَ، وتقدمَ الصفّ
الأخِيرُ إلى مَقَام الصف الأوَّلِ/ ثم رَكَعً رَسولُ اللهِ- عليه السلام- ورَكَعُوا [٢/ ١١٨ - ب]
(١) معالم السنن (١/ ٢٣٣) .