للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث حسن صحيح. وقال: وهذا أحسن شيء في هذا الباب، وقد

جود مالك هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ولم يأت

أحد أتم من مالك، وقال البخاري: جود مالك بن أن هذا الحديث،

وروايته أصح من رواية غيره.

٦٥- ص- حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: [ثنا] عبد العزيز، عن داود

ابن صالح بن دينار التّمار، عن أمه، أن مولاتها أرسلتها بهريسة إلى عائشة

- رضي الله عنها- فوجدتها تُصلي، فأشارت إليّ أن ضعيها، فجاءت هرةٌ

فأكلت منها، فلما انصرفتْ أكلت من حيث أكلت الهرةُ، فقالت: إن

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إنها ليستْ بنجس، إنما هي من الطّوافين عليكم،

/وقد رأيتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بفضْلها " (١) .

ش- عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد الدراوردي أبو محمد

الجهني مولاهم المدني، وقد ذكر مرة.

وداود بن صالح الأنصاري مولاهم التمار، قيل: إنه مولى أبي قتادة

الأنصاري، سمع أبا أمامة بن سهل، وسالم بن عبد الله، وأباه صالحاً،

وروى عن أمه. روى عنه: عبد العزيز الدراوردي، وهشام بن عروة،

والوليد بن كثير، وغيرهم. قال أحمد: لا أعلم به بأساً. روى له

أبو داود (٢) .

قوله: " بهريسة " الهريسةُ: طعام من قمح ولحم مدقوق، من الهرْس

وهو الدق.

ويستفاد من هذا الحديث فوائد: الأولى: جواز الإهداء بالطعام وقبوله.

والثانية: جواز إشارة المصلي بيده أو عينه.

والثالثة: جواز أكل سؤر الهرة.

والرابعة: جواز التوضئ بسؤر الهرة.


(١) تفرد به أبو داود.
(٢) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٨/١٧٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>