للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: لِمَ لم يمنع الصرف، وفيها السببان: التعريف، والتأنيث؟ قلت: التأنيث فيها لايح (١) ، إما أن يكون بالتاء التي في لفظها، صاما بتاء مقدرة كما في سعاد، فالتي في لفظها ليست للتأنيث، وإنما هي والألف التي قبلها علامة جمع المؤنث، ولا يصح تقدير التاء فيها , لأن اختصاص هذه التاء بالجمع المؤنث مانعة من تقديرها، وإنما سميت بذلك لأنها وصفت لإبراهيم- عليه السلام- فلما أبصرها عرفها، وقيل: الْتَقَى آدم وحواء فيها فتعارفا، وقيل: لأن الناس يتعارفون فيها.

قوله: " ما أن أؤخر الصلاة " كلمة " ما " اسم لقوله: " أن يكون " أعني: فاعله، وخبره قوله: " بيني وبينه "، وكلمة " أن " زائدة، وزعم الأخفش أن " أن " تجيء زائدة مع كونها تنصب المضارع، كما تجر من، والباء الزائدتان الاسم.

قوله: " إني لفي ذاك " أي: في جمع الناس لأجل محمد.

قوله: " علوته بسيفي " أي: ضربته به.

قوله: " حتى برد " أي: مات، وهو بفتح الراء.

[٢/ ١٢٤ - أ] وقال الخطابي (٢) في هذا الحديث: واختلفوا/ في صلاة الطالب. قال عوام أهل العلم: إذا كان مطلوبا كان له أن يصلي إيماء، وإذا كان طالبا نزل إن كان راكبا، وصلى بالأرض راكعاً، وساجداً، وكذلك قال الشافعي، إلا أنه شرط في ذلك شرطا لم يشترطه غيره، وقال: إذا قَل (٣) الطالبون عن المطلوبين، وانقطع الطالبون عن أصحابهم، فيخافون عودة المطلوبين عليهم، فإذا كان هكذا كان لهم أن يصلوا يومئون إيماء، قال الخطابي: وبعض هذه المعاني موجودة في قصة عبد الله بن أنيس. وقال صاحب " المحيط ": والطالب إن كان راكبا لا يجور صلاته على الدابة لعدم ضرورة الخوف في حقه، وإن كان مطلوباً فلا بأس بأن يصلي


(١) كذا، ولعلها بمعنى: الا يخرج"
(٢) معالم السنن (١/ ٢٣٦) .
(٣) في الأصل: " أنقل "، وما أثبتناه من معالم السنن.

<<  <  ج: ص:  >  >>