للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفجر، " وإن طردتكم الخيل " أي: الفرسان، وهذا كناية عن المبالغة،

وحث عظيم على مواظبتهما، وبه استدل أصحابنا أن الرجل إذا انتهى إلى

الإمام في صلاة الفجر، وهو لم يصل/ ركعتي الفجر، إن خشي تفوته [٢/ ١٢٥ - ب] ركعة ويدرك الأخرى يصلي ركعتي الفجر عند باب المسجد، ثم يدخل

ولا يتركهما، وأما إذا خشي فوت الفرض فحينئذ دخل مع الإمام، ولِم

يصل , لأن فوات الجماعة أعظم، والوعيد بالترك ألزم، بخلاف سُنة

الظهر حيث يتركها في الحالين , لأنه يمكن أداؤها في الوقت بعد الفرض

في القول الصحيح. وقال عبد الحق في " أحكامه " بعد أن ذكر هذا

الحديث من جهة أبي داود بن سيلان: هذا هو عبد ربه وليس إسناده بالقوي. انتهى. وقال ابن القطان في " كتابه ": وعلته الجهل بحال ابن سيلان، ولا ندري اهو عبد ربه بن سيلان، أو جابر بن سيلان؟ فجابر

ابن سيلان يروي عن ابن مسعود، روى عنه: محمد بن زيد بن مهاجر،

كذا ذكره ابن أبي حاتم، وذكره الدارقطني فقال: يروي عن أبي هريرة،

روى عنه: محمد بن زيد بن مهاجر، وأيهما كان فحاله مجهول لا

يعرف، وأيضاً فعبد الرحمن بن إسحاق هو الذي يقال له: عباد المقرئ،

قال يحيى القطان: سألت عنه بالمدينة فلم يحمدوه، وقال أحمد: روى

أحاديث منكرة.

قلت: أما عبد ربه بن سيلان فقد ذكره ابن حبان في " الثقات "- كما

ذكرناه- وأما (١) عبد الرحمن بن إسحاق فقد أخرج له مسلم، ووثقه

ابن معين، واستشهد به البخاري، وإنما لم يحمَدُوه في مذهبه، فإنه كان

قدرنا منعوه من المدينة، فأما رواياته فلا بأس بها، كذا قاله البعض،

وروى أبو يعلى الموصلي في " مسنده " بإسناده إلى ابن عمر، قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تتركوا ركعتي الفجر، فان فيهما الرغائب ".


(١) مكررة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>