للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَعَلَقَتْ به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتُصَلِّي ما أطَاقَتْ، فإذا أعْيَتْ فَلتَجْلِسْ " قال زيا: فقال: " ما هَذَا؟ " قالوَا: لزَينبَ تُصَلِّي، فإذا كَسلَتْ أوْ فَتَرتْ أَمْسَكَتْ به، فقال: " حُلُوه! " فقال: َ " ليصلي أحَدُكُم نَشَاطًه، فإذا كَسلَ أَو فَتَرَ فَليَقْعُدْ " (١) .

ش- زياد بن أيوب بن زياد أبو هاشم الطوسي، يعرف ب " دَلُويه "، وإسماعيل ابن علية، وعبد العزيز بن صهيب البناني، وحَمنة- بفتح الحاء المهملة، وسكون الميم، وفتح النون، وفي آخره تاء تأنيث- هي بنت جحش، أخت زينب بنت جحش، زوج رسول الله- عليه السلام- وقد ذكرناها.

قوله: " قال زياد " أي: قال زياد بن أيوب في روايته: " فقال عليه السلام: ما هذا " إلى آخره.

قوله: " فإذا كَسِلَت " بكسر السين.

قوله: " ليصلي أحدكم نشاطه " أي: قدر نشاطه فيكون انتصابه بنزع الخافض.

ويستفاد من الحديث: الحث على الاقتصاد في العبادة، والنهي عن التعمق، والأمر بالإقبال عليها بنشاط، وأنه إذا فتر فليقعد حتى يذهب الفتور، وفيه إزالة المنكر باليد لمن تمكن منه، وفيه جواز تنفل النساء في المسجد، فإنها كانت تصلي فيه، فلم ينكر عليها، وفيه دليل على أن صلاة جميع الليل مكروهة، وهو مذهب الجمهور، وعن جماعة من


(١) البخاري: كتاب التهجد، باب: ما يكره من التشديد في العبادة (١١٥٠) ، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: أمر من نعس في صلاته أو استعجم عليه القرآن أو الذكر بأن يرقد أو يقعد حتى يذهب عنه ذلك (٢١٩/٧٨٤) ، النسائي: كتاب قيام الليل وتطوع النهار، باب: الاختلاف على عائشة في إحياء الليل (١٦٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>