للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش- عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدحيم قاضي الأردن وفلسطين، ونصر بن عاصم الأنطاكي، والوليد بن مسلم، وابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن.

قوله: " إلى أن يَنصاع الفجر " أي: ينشق.

قوله: " وبوتر بواحدة " أي: بركعة واحدة وركعتين قبلها.

فإن قيل هذا صريح أنه أوتر بواحدة، ولئن سلمنا أنه أوتر بثلاث فكذلك هو صريح أنه بتسليمتين، لأن عائشة- رضي الله عنها- صرحت بقولها:، يسلم من كل ثنتين " فيكون هذا حجهٌ عليكم في أن الوتر ثلاث بتسليمة؟ قلنا: يحتمل أن يكون قولها " يسلم من كل ثنتين " يسلم بين كل ركعتين في الوتر وغيره، فثبت بذلك ما يذهب إليه أهل المدينة من التسليم بين الشفع والوتر، ويحتمل أن يكون كان يسلم بين كل ركعتين من ذلك غير الوتر، ليتفق ذلك وحديث سعد بن هشام الذي مضى ذكره، ولا يتضادان، مع أنه قد رُوي عن غيره في هذا خلاف ما رواه الزهري عنه، فمن ذلك ما رواه الطحاوي: [نا] يونس قال: نا ابن وهب، أن مالكًا حدثه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عيه وسلم كان يصلي بالليل ثلاث عشرة، ثم يصلي إذا سمع النداء ركعتين خفيفتين " فهذا خلاف ما في حديث ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة.

قوله: " فإذا سكت المؤذن بالأولى " معناه: الفراغ من الأذان الأول، تريد انه لا يصلي مادام يؤذن، فإذا فرغ من الأذان وسكت، قام فصلى ركعتي الفجر، هذا هو المشهور. وسكت، بالتاء ثالث الحروف. ورواه سويد عن ابن المبارك: " سكب " بالباء الموحدة. قال بعضهم: سكب وسكت بمعنًى. وقال غيره: " سكب " تريد أذن، قال: والسكبُ الصبر، وأصله في الماء يصب، وقد يستعار ويستعمل في القول كقول القائل: أفرِغَ في أذني كلام لم أسمع مثله، والباء في قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>