وقيل: إنها معينة لا تنتقل أبدًا، بل هي ليلة معينة في جميع السنين لا
تفارقها، وعلي هذا قيل هي في السنة كلها، وهو قول ابن مسعود- رضي
الله عنه- وقيل: بل في شهر رمضان كله، وهو قول ابن عمر،
وجماعة من الصحابة، وبه قال أبو حنيفة، وقال: ليلة القدر، تكون
في شهر رمضان، لا في غيره، لكنها تتقدم وتتأخر ٠ وقال أبو يوسف،
ومحمد: تكون في شهر رمضان في ليلة واحدة، لا تتقدم ولا تتأخر.
وفائدة الخلاف فيمن قال لعبده: أنت حر ليلة القدر، فإن قال ذلك
قبل دخول شهر رمضان عتق إذا انسلخ الشهر، وإن كان بعد مضي ليلة
من الشهر لم يعتق عبده حتى ينسلخ الشهر من العام القابل، لجواز أنها
كانت في الشهر الماضي في الليلة الأولى وفي الشهر الآتي في الليلة
الأخيرة، وعندهما إذا مضى ليلة من الشهر من العام القابل، فجاء مثل
الوقت الذي حلف عتق، لأن عندهما لا تتقدم ولا تتأخر، في ليلة من
الشهر في كل وقت، فإذا جاء مثل ذلك الوقت فقد تيقنا بمجيء الوقت
المضاف إليه العتق، فلهذا يعتق، كذا في " مبسوط " شمس الأئمة
السرخسي، وقيل: بل في العشر الوسط والأواخر، وقيل: في العشر
الأواخر، وقيل: يختص بأوقات العشر، وقيل: بأشفاعها، وقيل: بل
في ثلاث وعشرين، أو سبع وعشرين، وهو قول ابن عباس، وقيل:
تطلب في ليلة سبعة عشر، وإحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين،
وحُكي عن علي، وابن عباس، وقيل: ليلة ثلاث وعشرين، وهو قول
كثير من الصحابة، وقيل: ليلة أربع وعشرين، وهو مَحكي عن بلال
/وابن عباس، والحسن، وقتادة، وقيل: ليلة سبع وعشرين، وهو قول
جماعة من الصحابة، وقيل: سبع عشرة، وهو مَحكي عن زيد بن أرقم،
وابن مسعود أيضًا، وقيل: ليلة تسع عشرة، وحُكي عن ابن مسعود
أيضًا، وحُكي عن على أيضًا، وقيل: آخر ليلة من الشهر.
واختلفوا هل هي باقية أم كانت في زمن رسول الله- عليه السلام-
خاصة، فقالت طائفة: قد رفعت لقوله- عليه السلام- حين تلاحَى