للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عثمان، عن سلمان قال: قال رسول الله: " إن ربكُم حيى كرِيم يستحي من عبدِهِ إذا رفع يديْهِ إليه أن يرُدهما صِفْرا " (١) .

ش- أبو عثمان: عبد الرحمن بن ملّ النّهْدي.

قوله: " حيى " فعيل , وإطلاق الحياء على الله تعالى مجاز جارٍ على سبيل التمثيل. أي: الاستعارة التبعية التمثيلية , شبّه ترك الله تعالى تخييب العبد ورد يديه إليه صفرا بترك الكريم، ثم ردّ المحتاج حياء، فقيل: ترك الله الرّد حياء كما قيل: ترك الكريم ردّ المحتاج حياء , فأطلق الحياء ثمة كما أطلق الحياء هاهنا (٢) .

قوله: " صفْرًا ":/ الصفْر- بكسر الصاد المهملة، وسكون الفاء، وراء مهملة- الشيء الخالي الفارغ، ويستعمل على لفظه في التثنية والجمع والتذكير والتأنيث. والحديث: أخرجه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.

١٤٥٩- ص- نا موسى بن إسماعيل: نا وهيب- يعني: ابن خالد- حدثني العباس بن عبد الله بن معْبد بن العباس بن عبد المطلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: المسألةُ: أن ترفع يديْك حذو منكبيْك أو نحوِهما، والاستغفار: أن تُشير بإصبع واحدةٍ، والابتهالُ: أن تمُد يديْك جميعًا (٣) . ش- العباس المذكور: سمع: أباه، وعكرمة مولى ابن عباس روى عنه: ابن جريج، وابن عجلان، ووُهيب، قال ابن عيينة: كان رجلا صالحًا، وقال ابن معين: هو ثقة، وقال أحمد: لا بأس به. روى له: أبو داود.


(١) الترمذي: كتاب الدعوات، باب: حدثنا محمد بن بشار (٣٥٥٦) ، ابن ماجه: كتاب الدعاء، باب: رفع اليدين في الدعاء (٣٨٦٥) .
(٢) بل الحياء صفة من صفاته سبحانه وتعالى، وليس حياؤه كحياء البشر، بل حياء يليق به سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) اعتقاد أهل السّنة والجماعة، وانظر العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام.
(٣) تفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>