للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول أبو حنيفة وفقهاء العراق، فيكون الصاع خمسة أرطال وثلثا أو ثمانية

أرطال ".

قلت: الصاع عند أبي يوسف خمسة أرطال وثلث رطل عراقية، وبه

قال مالك والشافعي/وأحمد. وقال أبو حنيفة ومحمد: الصاع ثمانية

أرطال. حجة أبي يوسف: ما رواه الطحاوي عنه قال: " قدمت المدينة

فاخرج إليّ من أثق به صاعاً وقال: هذا صاع النبي- عليه السلام-

فوجدته خمسة أرطال وثلثا. قال الطحاوي: وسمعتُ ابن عمران يقول:

الذي أخرجه لأبي يوسف هو مالك. وقال عثمان بن سعيد الدارمي:

سمعت عليّ بن المديني يقول: عيّرتُ صاع النبي- عليه السلام-

فوجدته خمسة أرطال وثلث رطل، وأخرج الدارقطني في " سننه " (١)

عن عمران بن موسى الطائي: حدثنا إسماعيل بن سعيد الخراساني، ثنا

إسحاق بن سليمان الرازي قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله،

كم وزن صاع النبي- عليه السلام-؟ قال: خمسة أرطال وثلث

بالعراقي، أنا حزْرتُه. قلت: يا أبا عبد الله، خالفت شيخ القوم.

قال: من هو؟ قلت: أبو حنيفة، يقول: ثمانية أرطال. فغضب غصباً

شديداً وقال: قاتله الله، ما أجرأه على الله، ثم قال لبعض جلسائه: يا

فلان، هات صاع جدك، ويا فلان، هات صاع عمك، ويا فلان،

هات صاع جدتك، فجمعت آصُع، فقال مالك: ما تحفظون في هذه؟

فقال أحدهم: حدثني أبي، عن أبيه: أنه كان يؤدي بهذا الصاع إلى

رسول الله. وقال الآخر: حدثني أبي، عن أخيه: أنه كان يؤدي بهذا

الصاع إلى رسول الله. قال مالك: أنا حزرْتُ هذه فوجدتها خمسة

أرطال وثلثا. وقال صاحب " التنقيح ": إسناده مظلم، وبعض رجاله

غير مشهورين. واحتج أبو حنيفة ومن معه بما أخرجه ابن عدي في

" الكامل " (٢) عن عمر بن موسى أبي وجيه الوجيهي، عن عمرو. بن


(١) (٢/١٥١)
(٢) (٦/٢٣، ترجمة عمر بن موسى) .

<<  <  ج: ص:  >  >>