للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأم الدرداء هذه: الصغرى تابعية، واسمها: هُجيمة ويقال: جُهيمة، ويقال: جمانة بنت حُيي الأوصابية، ويقال: الوصابيّة , والوصابُ: بطن من حمير، زوجة أبي الدرداء وهي التي مات عنها فخطبها معاوية فلم تفعل، وهي أم بلال بن أبي الدرداء. سمعت: أبا الدرداء، وأبا هريرة، وعائشة الصديقة. روى عنها: جُبير بن نفير، ورجاء بن حيوة، وأبو قلابة الجرمي، وجماعة آخرون كثيرة. روى لها: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.

وأما أم الدرداء الكبرى: فاسمها: خيرة، لها صحبة وليس لها في الكتابين حديث.

قوله: " حدثني سيّدي أنه " أرادت به زوجها أبا الدرداء. وفيه جواز دعوى المرأة زوجها بسيدي. وذكر خلف الواسطي في تعليقه هذا الحديث في مسند أم الدرداء عن رسول الله- عليه السلام- , لظاهر رآه في "صحيح مسلم، وقد ذكر مسلم قبل ذلك وبعده ما يدل على أنه من روايتها عن أبي الدرداء عن رسول الله- عليه السلام-، وقد نبه على هذا غير واحد من الحُفاظ.

قوله: " بظهر الغيب " أي: في سرّه وبغير حضوره، كأنه من وراء معرفته ومعرفة الناس , لأنه دليل على إخلاص الدعاء له كمثل ما يجعله الإنسان وراء ظهره، ويسْتره عن أعن الناس.

قوله: " ولك بمثلِ" - بكسر الميم وسكون الثاء- و " بمثل "- بفتحهما أي: لك من الأجر بدعائك مثل ما دعوت له فيه ورغبت، ويُقال: مثْله ومثله ومثيله بمعنى.

١٥٠٦- ص- نا أحمد بن عمرو بن السرْح: أنا ابن وهب: حدثني عبد الرحمن بن زياد، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله- عليه السلام-[قال] : " إِن أسْرعً الدعاءِ إجابة: دعْوةُ غائب لغائب " (١) .


(١) الترمذي: كتاب البر والصلة، باب: ما جاء في دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب (١٩٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>