قوله:" من فتنة النار " أراد بها الذنوب والأعمال السيئة التي تكون سببا لدخول النار.
قوله:" ومن شر الغنا " شر الغنا: أن يرزق مالا ولم يرزق هداية إلى إخراج ما اوجب الله عليه فيه من الصدقات، والصرف في مصارفه الشرعية. وشر الفقر: قيل: فقر النفس، وقيل: فقر المال وشره: أن لا يرزق صبرًا على ذلك. والحديث أخرجه: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه بنحوه أتم منه.
١٥١٥- ص- نا موسى بن إسماعيل: نا حمّاد: أنا إسحاق بن عبد الله، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقولُ:" اللهم إني أعوذُ بك من الفقرِ والقلّة والذلة، وأعوذُ بك من أنْ أظلِم أو اظلم، (١) . ش- حماد: ابن سلمة، وإسحاق بن عبد الله: ابن زيد الأنصاري، وسعيد بن يسار: أبو الحُباب المدني.
قوله: " والقلة، يجوز أن تكون تفسيرا لقوله , الفقر " إذا أريد بالفقر فقر المال وإذا أريد بالفقر فقر النفس يكون المراد من القلة الفقر- أعني: فقر المال
فإن قيل: قد ثبتت أحاديث كثيرة بفضل الفقر، فكيف تصحّ الاستعاذة منه؟ قلت: المراد منه: الفقر الذي يكون فيه التسخط وقلة الصبر، أو الوقوع في الحرام، أو شبهة للحاجة، وأما الفقر الذي فيه القناعة والصبر والرضا، فذاك مما كانت الأنبياء- عليهم السلام- يفتخرون به، ثم من بعدهم من الصلحاء والزهداء.
قوله: " من أن أظلم "- بفتح الهمزة- إلي: أظلم غيري.
قوله: " أو أظلم "- بضم الهمزة وفتح اللام- أي: أو يظلمني غيري، والمعنى: وأعوذ بك من أن كون ظالما أو مظلوما. والحديث أخرجه: النسائي، وابن ماجه من حديث جعفر بن عياش/ عن أبي هريرة.
(١) النسائي: كتاب الاستعاذة، باب: الاستعاذة من الذلة (٨ / ٢٦١) .