للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخضر، ولكن كذا قالي محمد (١) : إني لببلادنا إذ رُفِعَتْ لنا رايات وألوية فقلتُ: ما هذا؟ قالوا: هذا رسولُ الله (٢) فأَتيتُه وهو تحت شَجرة قد بُسطَ له كساءٌ، وهو جالسٌ عليه، وقد اجَتمعَ إليه أصحابه، فجلستً إليهم، فذكَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الأسقامَ، فقال: " إن المؤمنَ إذَا أصابَه السقمُ، ثم أعفَاهُ اللهُ منه، كان كَفارةً لما مَضَى من ذُنُوبه، ومَوعظةً له فيما يَستقبلُ، وإن المنافقَ إذا مَرِضَ، ثم اعْفي كان كالبعيرِ عَقَلًه أهلُه، ثم أرسلُوه فلم يَدرِ لِمَ عَقَلُوهُ، ولم يَدرِ لم أرسلُوَهُ. فقالت رجلٌ ممن حولَه: يا رسولَ الله وما الأسقامُ؟ والله ما مَرضْتُ قَط، قال (٣) : قُم عبئا، فلستَ منا، فبينماَ (٤) نحنُ عنده إذ أقبلَ رجل عليه كسَاءٌ، وفي يده شيءٌ، قد التفَّ عليه، فقال: يا رسولَ اللهم إني لَمّا رأيتُكَ أقَبلتُ، فمررتُ بِغيضَة شجر فسمعتُ فيها أصوات فِرَاَخِ طائر فأخذتهُن فوضعتُهن في كسَائِي، فجاءت أمهُن فاستَدارتْ على رأسي، فكشًفتُ لها عَنْهُن، فوقَعَتْ عَليهن مَعَهُن، فَلَففْتُهن بكسَائي، فهن أولاء مَعي، قالي: ضَعْهُن عنكَ، فوضعتُهن، وأبتْ أمُّهنَ إَلا"زُومَهن، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأصحَابه: أتعجبون لرَحم أم الأفراخ فِرَاخَهَا؟ قالوا: نَعم، يا رسولَ اللهِ، قال: فوالذي بَعثنِي باَلحَقِّ لله أَرْحَمُ بعباده من أم الأفراخ بِفِرَاخِهَا، ارجعْ بهنَّ حتى تَضَعَهن من حيثُ أَخذتَهن، وأَمهن مَعَهُن، فرجعَ بِهِن))


(١) في سنن أبي داود: " كذا قاله بدون لفظة محمد ".
(٢) في سنن أبي لمحمود: " هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
(٣) في سنن أبي لمحمود: " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
(٤) في سنن أبي داود: " فبينا ".
(٥) في سنن أبي داود: " أقبلت إليك ".
(٦) تفرد به أبو داود.
(٧) جاء في سنن أبي داود بعد هذا الحديث حديث برقم (٣٠٩٠) ولم يرد في نسخة المصنف، قال عنه المزي في الأطراف: هذا الحديث في رواية ابن العبد وابن حاسة، ولم يذكره أبو القاسم اهـ. وهذا الحديث هو: قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، د إبراهيم بن مهدي المصيصي، المعنى،=

<<  <  ج: ص:  >  >>