للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه الحاكم في " المستدرك " (١) بهذا اللفظ من طريق محمد بن

فضيل، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر به. قال

النووي: حديث جابر ضعيف، فيه يزيد بن أبي زياد ضعيف. وقال

المنذري: لا يحتج به.

قلت: قد تابعه عليه حصين كما رواه الحاكم في " المستدرك "، فيكون

حديثه حسناً بالمتابعة، على أن يزيد لم يُنسب للكذب، ولا للفسق، ولا

فحُش خطؤه عن سالم بن أبي الجعد، وهو مدلس كما قال الذهبي،

وقد عنعن.

قلت: لعل أبا داود اطلع على تصريحه بسماعه من جابر كما بين في

السابق تصريح قتادة بالسماع له من صفية.

٨٣- ص- حدثنا محمد بن بشار قال: نا محمد بن جعفر قال: نا شعبة،

عن حبيب الأنصاري قال: سمعت عباد بن تميم، عن جدته وهي أم عمارة:

" أن النبي- عليه السلام- توضأ فأتي بإناء فيه ماءٌ قدْر ثُلُثي المدّ " (٢) .

ش- محمد بن جعفر هذا هو الهذليً مولاهم البصري المعروف بغُندر،

يكنى أبا عبد الله، سمع ابن جريج، وسعيد بن أبي عروبة، والثوري،

وابن عيينة،/وشعبة، وغيرهم، وكان شعبة زوج أمه. روى عنه:

أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن بشار، وابن المثنى، وابن الوليد،

ومسدد، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وغيرهم. توفي سنة أربع

وتسعين ومائة. روى له الجماعة. وإنما سُمي غندراً لأنه كان يكثر الشّغْب

على ابن جريج فقال له: اسكت يا غندر (٣) .

وأهل الحجاز يُسمون المشغب غُندر، والشغْب- بسكون الغين

المعجمة- تهييج الشر.


(١) (١/١٦١) .
(٢) النسائي: كتاب الطهارة، باب: القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للوضوء
(١/٥٧) .
(٣) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٢٥/٥١٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>