للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتخذ عبد الله بن رواحه الراية، ثم تقدم بها- وهو على فرسه- فجعل

يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد، ثم قال:

يا نفس إن لا تُقتلي تموتي ... هذا حمام الموتِ قد صَليتِ

وما تمنيتِ فقد أعطيتِ. ... حال إن تفعلي فِعلهما هُديتِ

يريد صاحبيه: زيدا، وجعفرا، ثم نزل، قال: فلما نزل أتاه ابن عم

له بعرق من لحم فقال: شد بهذا صلبك، فإنك قد لقيت أيامك هذه ما

لقيت، فأخذه من يده فانتهس منه نهسة، ثم سمع الحطمة في ناحية

الناس، فقال: وأنت في الدنيا، ثم/ أخذ سيفه، ثم تقدم، فقاتل [٢/١٩٢ - ب] ، حتى قتل- رضي الله عنه- قال: ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني العجلان، فقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا:

أنت، قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما

اتخذ الراية دافع القوم، وخاشى بهم (١) ، ثم انحاز وانحاز عنه، حتى

انصرف بالناس، وعن خالد بن الوليد: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة

تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية " رواه البخاري (٢) .

أما زيد فهو ابن حارثه بن شَرَاحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ

القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد وُد بن عوف بن كنانة (٣) بن

بكر بن عوف بن عُذرَةَ بن زيد اللات بن رُفيدة بن ثور بن كلب بن وَبْرة

ابن تَغْلب بن حُلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الكلبي القضاعي،

مولى رَسول الله- عليه السلام- وذلك أن أمه ذهبت تزور أهلها، وأغار

عليهم خيل من بني القين، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت

خويلد- رضي الله عنها- فوهبته لرسول الله- عليه السلام (٤) - قبل


(١) حجز بينهم وبين الروم.
(٢) البخاري: كتاب المغازي، باب: غزوة الإثم (٤٢٦٥) .
(٣) في الأصل: "كيلة" خطأ.
(٤) في الأصل:" فوهبته من رسول الله" خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>