للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحشره الله في بطون السباع والطير، وتمثلت بثلاثة منهم مكانه، ثم دعي ببردة، فغطى بها وجهه، فخرجت رجلاه، فغطى بها رجليه فخرج رأسه، فغطى بها رأسه، وجعل على رجليه من الإذخر، ثم قدمه فكبر عليه عشرا، ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع إلى جنبه فيصلى عليه، ثم يرفع، ويجاء بآخر فيوضع، وحمزة مكانه، حتى صلى عليه، (١) سبعين صلاة، وكانت القتلى سبعين، فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الآية: {وَاِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا} الآية (٢) ، فصبر- عليه السلام- ولم يقتل، ولم يعاقب".

ومنها ما رواه أبو داود في " مراسيله ": عن حصين، عن أبي مالك الغفاري على ما يجيء عن قريب- إن شاء الله تعالى-.

فإن قيل: الشهيد وصف بأنه حي بالنص، والصلاة شرعت على الميت

لا على الحي.

قلت: الشهيد حي في أحكام الآخرة، فأما في أحكام الدنيا فهو ميت حتى يقسم ميراثه، وتتزوج امرأته، والصلاة عليه من أحكام الدنيا.

فإن قيل: الصلاة ما شرعت إلا بعد الغسل، فسقوطه دليل على سقوطها.

قلت: غسله لتطهيره، والشهادة طهرته، فأغنت عن الغسل كسائر الموتى بعد ما غسلوا، فافهم.

١٥٧١- ص- نا عثمان بن أبي شيبة، نا زيد- يعني ابن الحباب- ح، ونا عتيبة بن سعيد، نا أبو صفوان- يعني المرواني- عن أسامة، عن الزهري، عن أنس، المعنى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَر على حمزةَ وقد مثُّلَ به، فقال:" لولا أن تجد صفيةُ في نفسِها لتركتُه حتى تصله العافيةُ، حتى يُحشرَ من بُطونِها، وقَلتِ الثيابُ، وكَثرَتِ القَتلى، فكان الرجلُ والرجلانِ والثلاثة


(١) زيادة من نصب الراية.
(٢) سورة النحل: (١٢٦) .
٥. شرح سنن أبي داوود ٦

<<  <  ج: ص:  >  >>