للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفيت وهي نصرانية، وأني أحب أن اْحضرها، فقال له- عليه السلام-:

اركب دابتك وسر أمامها، فإنك إذا كنت أمامها لم تكن معها".

قلت: وهذا مع ضعفه ليس فيه حجة- كما تراه- ثم استدل لخصومه

بحديث أبي طالب، وأجاب بأنه كان في ابتدأ الإسلام، وهذا أيضا

ممنوع، والله أعلم" (١) ، ثم اعلم أن أبا طالب، وخديجة بنت خويلد

- رضي الله عنها- ماتا في عام واحد، قاله ابن إسحاق، وقال البيهقي:

بلغني أن خديجة توفيت بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام، وزعم الواقدي

أنهما ماتا قبل الهجرة بثلاث سنين عام خرجوا من الشعب، وأن خديجة

توفيت قبل أبي طالب بخمس وثلاثة ليلة، وقال بعضهم: والصحيح أن

أبا طالب توفي في شوال سنة عشر من النبوة/ بعد خروج النبي- عليه السلام- من الحصر بثمانية أشهر وأحد وعشرين يوما، وكان عمره بضعا

وثمانين سنة، ثم توفيت خديجة بعد أبي طالب بثلاثة أيام، وكان موتها

قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين، وقال ابن كثير: مرادهم قبل أن تفرض

الصلوات الخمس ليلة الإسراء، وأبو طالب اسمه: عبد مناف، وهو أخ

عبد الله لأمه، وكان له من الولد: طالب، مات كافرا، وجعفر وعلي،

وأم هانئ فاختة، وقيل: هند، ولهم صحبة، وهو الذي كفل رسول الله

بعد وفاة جده عبد المطلبي، وقد ذهب بعض الشيعة إلى أنه مات مسلما،

واستدلوا بقول العباس- رضي الله عنه- في حديث طويل، أخرجه ابن

إسحاق، عن العباس بن عبد الله، عن بعض أهله، عن ابن عباس

- رضي الله عنه-: " نا ابن أخيه والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته

أن يقولها، يعنى لا إله إلا الله ".

قلت: في سند هذا الحديث مبهم لا يعرف حاله، وهذا إبهام في الاسم

والحال، ومثله يتوقف فيه لو انفرد، وقد روى: الإمام أحمد،

والنسائي، وابن جريج، نحوا من سياقه، ولم يذكروا قول العباس، ثم


(١) إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.

<<  <  ج: ص:  >  >>