للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ففيها بنت مخاض" (١) المخاض: اسم للنوق الحوامل،

واحدتها "خَلِفَة "، لا واحد لها من لفظهما، وبنت مخاض، وابن

مخاض ما دخل في السنة الثانية، لأن أمه لحقت بالمخاض، وهي الحوامل

وإن لم تكن حاملا، وقيل: هو الذي حملت أمه، أو حملت الإبل التي

فيها أمه، وإن لم تحمل هي، وهذا هو المعنى في قولهم: ابن مخاض،

لأن الناقة الواحدة لا تكون بنت نوق، فالمراد أن يكون وضعتْهَا أمها في

وقت قد حملت النوق التي وضعن مع أمها، وإن لم تكن أمها حاملا،

فنسبتها إلى الجماعة بحكم مجاورتها أمها، وإنما سمي ابن مخاض في

السنة الثانية، لأن العرب إنما كانت تحمل الفحول على الإبل بعد وضعها

بسنة ليشتد ولدها، فهي تحمل في السنة الثانية ومخض، فيكون ولدها

ابن مخاض".

قوله: "فابن لبون " أي: ففيها ابن لبون، وابن البون هو ولد الناقة

إذا استكمل الثانية، ودخل في الثالثة، لأن أمه قد وضعت غيره، فصار

لها ابن وهو نكرة، ويعرف بالألف واللام، قال الشاعر:

وابن اللبون إذا ما لَزَّ في قَرَن ... لم يستطع صولة البزْلِ القناعيس

لزه يلزه لزا، ولززا، أي: شده وألصقه، والقرن بفتح الراء: الحبل

الذي يقرن به البعيران، والبزل بضم الباء الموحدة، وسكون الزاي جمع

بازل، وهو البعير الذي فطر نابه، أي (٢) : انشق ذكرا كان أو أنثى،

وذلك في السنة التاسعة، وربما بزل في السنة الثامنة والقناعيس جمع قنعاس، والقنعاس من الإبل: العظيم.

قوله: "ذكر " مرفوع، لأنه صفة للابن، وإنما ذكر هذا تأكيدا،

وقيل: احترازا من الخنثى، فقد أطلق عليه الاسمان، وقيل: تنبيها على نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السن، وقيلت: لأن/ الولد يقع على


(١) انظر: النهاية (٤/ ٣٠٦) .
(٢) مكررة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>