للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " فاقة " أي: فقر وحاجة.

قوله: " فأنزلها بالناس" يعني: عرفها لهم، وطلب سدادها منهم، وسألهم في ذلك، لم تسد حاجته، لكونه سأل عاجزين مثله.

قوله: " أوشك الله" بفتح الهمزة، وفتح الشين المعجمة: يُوشك

إيشاكا، ومعناه عند الخليل: أسرع، وأنكر بعضهم أوشك، وإنما يأتي عندهم مستقبلاً.

قلت: الحديث ينكر قول المنكرين.

واعلم أن أوشك من أفعال المقاربة، وهي ما وضع لدنو الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فيه، وفي الحقيقة من النواقص لأنها لتقرير الفاعل على صفة على سبيل المقاربة، ولا تستعمل أفعال المقاربة بمعنى المقاربة إلا بلفظ

الماضي إلا كاد وأوشك، فإنه قد جاء مضارعهما بهذا المعنى، وشذ مجيء اسم الفاعل من أوشك كما جاء في الشعر. والحديث أخرجه: الترمذي وقال: حسن صحيح غريب.

١٧٦٦- ص- نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي، عن ابن الفراسي أن الفراسي قال لرسول الله- عليه السلام-: " أسْألُ يا رسولَ الله؟ فقال النبي عليه السلام-: لا، وإن كُنتَ لا بُد سَائِلاً فسَلِ (١) الصالِحِين" (٢) .

ش- جعفر بن ربيعة بن شرحبيل بن حسنة المصري، وبكر بن سوادة ابن ثمامة المصري، ومسلم بن مَخْشِيَّ بفتح الميم، وسكون الخاء، وكسر الشين المعجمة، وتشديد الياء: المدلجي أبو معاوية المصري. روى عن:

ابن الفراسي. روى عنه/: بكر بن سعادة. روى له: أبو داود، والنسائي [.....] (٣) في "الكمال" روى عن النبي- عليه السلام-


(١) في سنن أبي داود: "وإن كنت سائلاً لا بد فاسأل".
(٢) النسائي: كتاب الزكاة، باب: سؤال الصالحين (٥/ ٩٥) .
(٣) طمس في الأصل قدر نصف سطر، ولعله يترجم للفراسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>