للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/العطاردي، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، ونافعاً (١) مولى

ابن عمر، وقتادة، وغيرهم. روى عنه: أيوب السختياني، والأعمش،

والليث بن سعد، والثوري، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن عيينة،

وعبد الله بن وهب، وغيرهم. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم:

صدوق صالح تغير قبل موته بسنة (٢) .

قوله: " وقد توضأ " حال من " الرجل "، وكذلك قوله: " وقد ترك "

حال، إما من الأحوال المتداخلة أو المترادفة.

قوله: " مثل موضع الظفر " الظفر من الإنسان وكل حيوان بضم الظاء

وسكون الفاء. وقال ابن دريد: ولا تكسر الظاء ويقال: أظفور أيضاً.

وقال الزمخشري: حكى أبو عليّ " ظفْر " بكسر الظاء وإسكان الفاء.

قوله: " ارجع فأحسن وضوءك " أي: كمل وضوءك، وذلك يكون

ببلّ هذا الموضع، وبه تمسك أصحابنا أن من توضأ وبقي في أعضاء وضوئه

موضع لم يصبه الماء، فإنه يبل ذلك الموضع ويجزئه. وقالت الشافعية:

عليه أن يعيد الوضوء؛ لان ظاهر معنى الحديث إعادة الوضوء في تمام.

ولو كان تفريقه جائزاً لاقتصر فيه على الأمر بغسل ذلك الموضع، أو كان

يأمره بإمساسه الماء في مقامه ذلك، ولا يأمره بالرجوع إلى المكان الذي

يُتوضأ فيه. قلنا: لو كان الإعادة تجب عليه لقال- عليه السلام-:

" ارجع فأعد وضوءك "؛ لأنه- عليه السلام- مبعوث لبيان أمور الشرائع

ولا سيما في موضع الحاجة إلى البيان، وإنما قال: " أحسن وضوءك "

وتحسين الوضوء تكميله، وذلك لا يكون إلا في أمر مُعتد، غاية ما في

الباب أنه لا يجوز له أن يُصلي بذلك الوضوء حتى تكمل شرائطه، وقوله

" ارجع " لا يدل على الإعادة، وإنما قال: ارجع ليرجع ويحصل ماء

يُمسُ ذلك الموضع به، ويؤيد ما ذكرناه ما روى ابن أبي شيبة: حدثنا

يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن خلاس فيما يعلم


(١) في الأصل: " ونافع " خطأ
(٢) المصدر السابق (٤/٩١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>