للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ش- أحمد بن صالح المعروف بابن الطبري.

وعنبسة بن خالد بن يزيد ابن أبي النجاد، الأيلي الأموي مولاهم،

أبو عثمان ابن أخي يونس بن يزيد. روى عن يونس هذا، ورجاء بن

جميل. روى عنه: ابن وهب، وأحمد بن صالح. توفي بأيلة سنة ثمان

وتسعين ومائة. روى له: البخاري، وأبو داود (١) .

ويونس بن يزيد بن أبي النجاد بالنون، وقد مر، وعروة بن الزبير.

قوله: " إن الله لا يستحي " من الحياء، وهو تغير وانكسار يعتري الإنسان

من تخوف ما يعاب به ويُذم، واشتقاقه من الحيوة، يُقال: حيى الرجل

كما يقال نسي.

فإن قلت: كيف جاز وصف القديم سبحانه به، ولا يجوز عليه العير

والخوف والذم؟ وورد من حديث سلمان قال: قال رسول الله- عليه

السلام-: " إن الله حيى كريم، يستحي إذا رفع إليه العبد يديه أن يردهما

صفراً حتى يضع فيهما خيرا ".

قلت: هذا جار على سبيل الاستعارة التبعية التمثيلية شبه ترك الله

تخييب العبد، ورد يديه إليه صفراً بترك الكريم، ورده المحتاج حياء،

فقيل: ترك الله الرد حياء كما قيل: ترك الكريم رد المحتاج حياءً، فأطلق

الحياء ثمة كما أطلق الحياء هاهنا، فلذلك استعير ترك المستحي لترك

الحق، ثم نفي عنه (٢) ، وفي " يستحي " لغتان، أفصحهما باليائين.


الحيض، باب: وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها (٣١٤) ، الترمذي:
كتاب الطهارة، باب: ما جاء في المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل
(١٢٢) ، النسائي: كتاب الطهارة، باب: غسل المرأة ترى في منامها ما يرى
الرجل (١/١١٣) ، ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: في المرأة ترى في
منامها ما يراه الرجل (٦٠٠) من حديث أم سلمة.
(١) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٢٢/٤٥٢٩) .
(٢) بل وصف الله نفسه بالحياء على سبيل الحقيقة، اعتقاد أهل السنة والجماعة:
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ، وانظر: " العقيدة الواسطية "
لشيخ الإسلام ابن تيمية.
٣٤. شرح سنن أبي داوود ١

<<  <  ج: ص:  >  >>