للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " أحرورية أنت؟ " الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار،

أي: هذه طريقة الحرورية وبئست الطريقة. الحرورية: طائفة من الخوارج

نسبوا إلى حروراء، قرية على ميلين من الكوفة تمد وتقصر، كان أول

اجتماعهم فيها، وكانوا أنكروا عَلَى عَليٍّ - رضي الله عنه-

تحكيمه أبا موسى الأشعري في أمر معاوية وقالوا له: شككت في أمر الله،

وحكمتَ عدوك، وطالت خصومتهم، ثم أصبحوا يوماً وقد خرجوا

براية وهم ثمانية آلاف، وأميرهم ابن الكولة، فبعث عَلي فقاتلهم،

وكان عندهم من التشدد في الدين ما هو معروف، فلما رأت عائشة-

رضي الله عنها- هذه المرأة تشدد في أمر الحيض، شبهتها بالحرورية

وتشددهم في دينهم. وقيل: إنها خالفت السُّنَّة، وخرجت عز الجماعة

كما خرجوا عن جماعة المسلمين، وقيل: كانوا يرون على الحائض قضاء

الصلاة، وشذّوا في ذلك عن سلف الأمة/فخشيت عائشة- رضي الله

عنها- أن تكون تعتقد مذهب الحرورية في ذلك، فقرعت لها الحجة التي

لا يجوز خلافها.

قوله: " فلا نقضي " أي: الصلاة، ولا يأمرنا به النبي- عليه السلام-

وهذا بإجماع العلماء أن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؛ لأن

في قضائها حرجاًَ، لأنها خسس مرات في اليوم والليلة بخلاف الصوم،

فإنه في السنة مرة واحدة. والحديث أخرجه البخاري، ومسلم،

والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

٢٤٨- ص- حدثنا الحسن بن عمرو قال: أنا سفيان بن عبد الملك، عن

ابن المبارك، عن معمر، عن أيوب، عن معاذة العدوية، عن عائشة بهذا (١) ،

وزاد فيه: " فنؤمر بقضاءِ الصومِ، ولا نُؤمرُ بقضاءِ الصلاةِ " (٢) .

ش- سفيان بن عبد الملك المروزي صاحب ابن المبارك. روى عنه:


(١) في سنن أبي داود: " بهذا الحديث. قال أبو داود: وزاد ...
(٢) انظر الحديث السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>