للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكَفَّين، ثم مَسَحَ وجهَهُ. فقال له عبد الله: أفلم تر عمر لم يقنع بقولِ

عمار (١) ؟

ش- عبد الله هو ابن مسعود، وأبو موسى الأشعري.

قو له: " أرأيت " بمعنى: أخبرني.

قوله: " أما كان ": بفتح الهمزة وتخفيف الميم، وقد ذكرنا أنه يستعمل

في الكلام على وجهين: أحدهما: أن يكون حرف استفتاح بمنزلة " ألا "

ويكثر قبل القسم. والثاني: أن يكون بمعنى حقا.

قوله: " لأوشكوا " معنى أوشك: قرب وأسرع، وقد زعم بعض أهل

اللغة أنه لا يقال: " أوشك "، وإنما تستعمل مضارعاً، فيقال: " يوشك "

وليس كذلك؛ بل يقال: " أوشك "، وهذا من أفعال المقاربة، وهو ما

وضع لدنو الخبر رجاء أو حصولاً، وفي الحقيقة من النواقص لأنها لتقرير

الفاعل على صفة على سبيل المقاربة، ولا تستعمل أفعال المقاربة إلا بلفظ

الماضي إلا كاد وأوشك، فإنه قد جاء مضارعهما بهذا المعنى، ويجيء من

أوشك اسم الفاعل ولكنه شاذ.

قوله: " إذا بَرَد عليهم الماء " بفتح الباء والراء، وقال الجوهري: بضم

الراء. والمشهور الفتح.

قوله: " فأجنبت " أي: صرت جنباً.

قوله: " فتمرغت في الصعيد " أي: في التراب. قال الجوهري:

مرغته في التراب تمريغاً فتمرغ، أي: معكته فتمعك، والموضع: متمرغّ.

قوله: " فنفضهما " أي: نفض اليدين. وفيه دليل لأبي حنيفة، حيث

جوز التيمم من الصخرة التي لا غبار عليها: لأنه لو كان معتبراَ لم ينفض


(١) البخاري: كتاب التيمم، باب: التيمم للوجه والكفين (٣٣٩) ، مسلم:
كتاب الحيض، باب: التيمم (٣٦٨) ، النسائي: كتاب الطهارة، باب:
نوع آخر من التيمم (١/١٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>