للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو حاتم، وابن ماجه. مات في جمادى الأولى من سنة ثلاث وأربعين

ومائتين (١) .

ووكيع بن الجراح قد مضى ذكره، وكذلك سليمان الأعمش، ومجاهد

ابن جبر.

وطاوس بن كيسان اليمانيُ أبو عبد الرحمن الحمْيريُّ، سمع ابن

عباس، وابن عمر، وابن عمرو، وجابر بن عبد الله، وأبا هريرة،

وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعائشة- رضي الله عنها-. روى

عنه: ابنه عبد الله، ومجاهد، وعمرو بن دينار، وجماعة آخرون. مات

بمكة قبل يوم التروية بيوم، سنة ست ومائة، وصلى عليه هشام بن

عبد الملك، روى له الجماعة (٢) .

وعبد الله بن عباس قد مضى ذكره.

قوله: " إنهما ليعذبان "، وفي بعض الروايات: " يعذبان " بدون

اللام، وفيه تأكيد من ثلاث وجوه: الأول: كونه جملة اسمية. والثاني:

كونها مصدرة ب " إن ". والثالث: دخول اللام في الخبر. وهذا من

قبيل إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر، فيُجعلُ فيه غيرُ السائل

كالسائل، ويُلْقى إليه الخبرُ كما يُلْقى إلى السائل، من قبيل قوله تعالى:

(ولا تُخاطبْني في الذين ظلمُوا إنهُم مُّغْرقون) (٣) ، (وما أُبرّئُ نفْسي

إن النفْس لأمارة بالسُوء) (٤) ، وقد يكون ذلك لإظهار الجزع والتاً سف،

نحو قوله تعالى: (ربّ إنّي وضعْتُها أنثى) (٥) على ما عرف في

موضعه، وفي هذا الكلام حذف أيضاً، وهو قوله: " إنهما " أي: إن

صاحبهما؛ لأن نفس القبرين لا يعذبان، وإنما يعذب صاحباهما،

والعذاب للعقوبة، وقد عذبته تعذيباً.


(١) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٣٠/٦٦٠٣) .
(٢) المصدر السابق (١٣/٢٩٥٨) .
(٣) سورة هود: (٣٧) .
(٤) سورة يوسف: (٥٣) .
(٥) سورة آل عمران: (٣٦) .
٦. شرح سنن أبي داوود ١

<<  <  ج: ص:  >  >>