للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " لا يستتر " فيه خمس روايات: " يستتر " بتاءين مثناتين،

و" يستنزه " بالزاي والهاء، و " يستبرئ " بالباء الموحدة وبالهمزة بعد الراء،

وهذه في البخاري وغيره، وكلها صحيحة. و " يستنتر " من نتر الذكر

بالنون والتاء المثناة من فوق، و " يستنثر " بالنون والثاء المثلثة.

ومعنى الرواية الأولى يحتمل وجهين: أحدهما: أن تحمل على حقيقتها

من الاستتار عن الأعين، ويكون العذاب على كشف العورة.

والثاني- وهو الأقرب-: أن تحملا على المجاز، ويكون المراد

بالاستتار: التنزه من البول، والتوقي منه، إما بعدم ملابسته، وإما

بالاحتراز عن مفسدة تتعلق به.

ومعنى الرواية الثانية: لا يبعد منه، لأنا قد ذكرنا أن معنى التنزه البعد.

ومعنى الثالثة: لا يستفرغ بقية البول، ولا يتقي موضعه/ومخرجه،

حتى يُبرئهما منه، أي: يبينه عنهما، كما يُبرئ من الدين والمرض، فإذا

لم يستبرء منه يخرج منه بعد الوضوء ما ينقض وضوءه، فيصلي بغير

وضوء، ويكون الإثم لأجل الصلاة.

ومعنى الرابعة: لا يُمر أصابعه من ظاهر ذكره على مجرى البول حتى

يخرج ما فيه؛ لأن نتْر الذكر هو إمرار أصابع اليد من ظاهره على مجرى

البول.

ومعنى الخامسة: لا ينْثُرُ بوله من قناة الذكر كما ينثر الماء من أنفه بعد

استنشاقه.

قوله: " فكان يمشي بالنميمة " النميمة: " (١) نقل الحديث من قوم إلى

قوم على جهة الفساد والشر، يقال: نم الحديث ينُمُه وينمه نما، فهو

نمام، والاسم نميمة، ونمّ الحديث إذا ظهر، فهو لازم ومتعد، وبابه من

باب نصر ينصر، وضرب يضرب ".


(١) انظر: " شرح صحيح مسلم " (٢/١١٢) تحت حديث (١٠٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>