للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم مَواقع نَبلهم من الإِسفار ". ورواه ابن أبي حاتم في " علله " (١)

فقال: حدثنا هارون بن مَعروف وغيره، عن أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم

ابن سليمان، عن هُرير، به. قال: ورواه أبو نعيم، عن إسماعيل بن

إبراهيم بن مجمع، عن (٢) هُرير، به. ورواه ابن عدي- أيضا- في

" الكامل " عن أبي إسماعيل المؤدب واسند عن ابن معين أنه قال:

أبو إسماعيل المؤدب ضعيف. قال ابن عدي: ولم أجد في تضعيفه غير

هذا، وله أحاديث غرائب حسان تدلّ (٣) على أنه من أهل الصدق وهو

ممن يكتب حديثه.

وحديث آخر يُبطل تأويلَهم. رواه الإمام أبو محمد القاسم بن ثابت

السرقسطي في كتاب " غريب الحديث ": حدثنا موسى بن هارون: ثنا

محمد بن عبد الأعلى: ثنا المعتمر: سمعت بيانا أبا سعيد قال: سمعت

أنسَا يقول: كان رسولُ الله يُصلي الصبح حين يفسح البَصرُ. انتهى.

قال: يُقال: فسح البصر، وانفسح إذا رأى الشيءَ عن بُعدٍ، يَعني به

إسفار الصبح " (٤) .

فإن قيل: قد قيل: إن الأمر بالإِسفار إنما جاء في الليالي المُقمرة؛ لأن

الصبح لا يتبين فيها جدا، فأمرهم بزيادة التَبين استظهار باليقين في

الصلاة. قلت: هذا تخصيص بلا مُخصّص، وهذا باطل، ويردّه

- أيضا- ما أخرجه ابن أبي شيبة (٥) ، عن إبراهيم النخعي: " ما اجتمع

أصحاب محمد " الحديث؛ وقد ذكرناه. وكذلك أخرجه الطحاويّ في

" شرح الآثار " (٥) بسند صحيح، ثم قال: " ولا يصح أن يجتمعوا على

خلاف ما كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه "، على أن الطحاويّ قد زعم أن

حديث الإسفار ناسخ لحديث التغليس، وأن حديث التغليس ليس فيه دليل

على الأفضل بخلاف حديث رافع، وأنهم كانوا يدخلون مغلِّسين

ويخرجون مُسفِرين.


(١) (١/١٤٣) .
(٢) مكررة في الأصل.
(٣) في الأصل: " يدل ".
(٤) إلى هنا انتهى النقل من نصب الراية.
(٥) (١/١٠٩) ، وانظره: نصب الراية (١/٢٣٩) وكذلك ما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>