للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٧١- ص- نا عثمان بن أبي شيبة: نا جرير، عن الأعمش، عن

مجاهد، عن عُبيد بن عُمير، عن أبي ذر قال: قال رسول الله- عليه السلام-

" جُعِلَت ليَ الأرضُ طَهورًا ومَسجِدًا " (١) .

ش- جرير: ابن عبد الحميد الرازي.

وعُبيد بن عُمَير: ابن قتادة بن سَعد بن عامر بن جُندع الليثي،

أبو عاصم المكيّ، قيل: إنه رأى النبي- عليه السلام-، وقال مسلم بن

الحجاج: ولد في زمن النبي- عليه السلام-، وهو قاص أهل مكة.

سمع: عمر بن الخطاب، وابنه: عبد الله بن عمر، وابن عباس، وابن

عَمرو، وأبا هريرة، وعائشة، وأم سلمة وغيرهم. روى عنه: عطاء بن

أبي رباح، ومجاهد بن جبر، وعمرو بن دينار وغيرهم. قال ابن معين

وأبو زرعة: هو ثقة. روى له الجماعة (٢) .

فوله: " طهورًا " - بفتح الطاء- وهو ما يتطهر به؛ وفيه إجمال يُفصّله

حديث حذيفة بن اليمان: " جعلت لنا الأرض مسجدا، وجعلت تربتها

لنا طَهُورا " /ولم يذكره أبو داود في هذا الباب؛ وإسناده جيد، عن

مسدّد، عن أبي عوانة، عن أبي مالك، عن ربعي بن حراش، عن

حذيفة. وهذا على مذهب الامتنان على هذه الأمّة بأن رخص لهم في

الطهور بالأرض، والصلاة عليها في بقاعِها، وكانت الأمم المتقدّمة لا

يصلون إلا في كنائسهم وبِيَعِهم؛ وإنما سيق هذا الحديث لهذا المعنى،

وبيان ما يجوز أن يتطهر به منها مما لا يجوز إنما هو في حديث حذيفة الذي

ذكرناه.

واحتج بهذا الحديث أبو حنيفة أن التيمم جائز بجميع أجزاء الأرض من


(١) تفرد به أبو داود.
(٢) انظر ترجمته في الاستيعاب بهامش الإصابة (٢/٤٤١) ، أسد الغابة (٣/٥٤٥) ،
الإصابة (٣/٧٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>