للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنهم نزهوا الله تعالى عن كثير من صفات الكمال، وشبهوه سبحانه بالإنسان الأبكم الذي لا يتكلم إلا في نفسه ولا يكون له كلام يسمع كما شبهوه بالحيوانات العجماوات التي لا تتكلم، بل أنزلوه عن منزلة عجل السامري الذي كان له خوار، فشبهوه بالجمادات الصامتات، بل بالمعدومات بل بالممتنعات، حتى نفوا (علوه تعالى) فوقعوا في أقبح (التشبيه) وأوقحه، وخالفوا (التنزيه) مخالفة صريحة. فهؤلاء لا حققوا التنزيه، ولا نفوا التشبيه (١).

٣٩ - بل بعضهم ممن يحمل العقائد الشركية قد شبهوا المخلوق بالخالق، فوقعوا في تشبيهين: -

• الأول: تشبيه الله بخلقه في صفات النقص.

• والثاني: تشبيه المخلوق بالله في صفات الكمال.

وهذا- كما ترى- جمع بين صفتي (اليهود- والنصارى) (٢).

٤٠ - الجهمية الأولى، والمعتزلة بل القرامطة الباطنية، المتفلسفة هم مصادر الماتريدية في كثير من أبواب العقيدة.

فكثير من عقائد الماتريدية وأصولها مأخوذ منهم ولا صلة لها بسلف هذه الأمة.

• وفيما يلي بعض الأمثلة: -

أ- تعطيل (الصفات) كلاً أو بعضاً بشبهة (التشبيه) (٣).

ب- مقالة (تأويل) (الصفات) كلاً أو بعضاً (٤).

جـ- موقفهم من النصوص الشرعية في باب (الصفات) وزعمهم: أنها ظنية؛ وأن البراهين العقلية (قطعية) فتقدم على (الأدلة اللفظية) (٥).

د- تعطيلهم لصفة (العلو) لله تعالى (٦).

هـ- القول بخلق القرآن مأخوذ من الجهمية الأولى حتى باعتراف الماتريدية أنفسهم (٧).

والقول بخلق أسماء الله الحسنى (٨).

ز- تأويل صفة (الاستواء) بالاستيلاء (٩).

ح- تأويل صفة (اليدين) أو (اليد) مأخوذ من الجهمية الأولى حتى بشهادة الإمام أبي حنيفة رحمه الله (١٠).

ط- تعطيل صفة (نزول) الله تعالى إلى السماء الدنيا وتحريف نصوصها أو إنكارها (١١).

ك- رمي الماتريدية سلف هذه الأمة وأئمة السنة بالتشبيه والتجسيم والحشو (١٢). (وانظر ١/ ٤٠٥، وفيها عبرة للفنجفيرية!).

ل- زعمهم أن الكتب السماوية إنما جاءت بنصوص (العلو) وأن الله في (جهة الفوق) لمصلحة دعوة الناس؛ لأن الكتب السماوية لو جاءت بنصوص صريحة (بنفي الجهة) وبنفي أن الله تعالى ليس فوق العالم -لبادر الناس إلى الإنكار، ولقالوا: هذا الذي تدعوننا إليه عدم محض (١٣).

م- إجمالهم في الإثبات وتفصيلهم في النفي (١٤).

ن- عامة شبهات الماتريدية حول صفات الله تعالى مأخوذة من الجهمية الأولى (١٥) (انظر أيضاً ٢/ ٢٤٢ - ٢٥٤، ٢٥٩ - ٢٧٧، ٢٩٤).

س- لقد دخل على الماتريدية كغيرهم من المتكلمين- كثير من أفكار الفلاسفة اليونانية الكفرة والجهمية حتى باعترافهم (١٦).

٤١ - فلهذا كله تعد الماتريدية من فرق أهل البدع من أهل القبلة وليسوا من أهل السنة المحصنة ويطلق عليهم (أهل السنة) بالمعنى العام (١٧).


(١) انظر صـ: ١/ ٤٨٩، ١/ ٥٠٤، ١/ ٥٠٦، ١/ ٥١٦، ولا سيما صـ: ٢/ ٤٩٩، ٢/ ٥١٢، ٣/ ١١٨ - ١١٩ و ١/ ٤٨٤ - ٤٩٧، ٤٩٨ - ٥٠٧.
(٢) راجع صـ: ٣/ ٢٨٨.
(٣) انظر صـ: ١/ ٤٦٥ - ٤٧٠.
(٤) راجع صـ: ٢/ ٢٤٢ - ٢٥٤.
(٥) انظر صـ: ١/ ٥٤٣، ٢/ ١١، ٢/ ١٣، ٢/ ١٤، ٢/ ٧١، ٢/ ٧٤.
(٦) راجع صـ: ٢/ ٤٧٤، وانظر ما قبلها وما بعدها أيضاً.
(٧) انظر صـ: ٣/ ٧٣ - ٧٨، ٣/ ١١٢ - ١١٦.
(٨) انظر صـ: ٣/ ١٥٠، ٣/ ١٥٣، ٣/ ١٥٦ - ١٥٩.
(٩) راجع صـ: ٣/ ٢٢.
(١٠) انظر صـ: ٢/ ٢٩٧ - ٣٠٠.
(١١) انظر صـ: ٣/ ٣٢ - ٤٥.
(١٢) راجع صـ: ٣/ ٣٣، ١/ ٢٤٥، ٤٦٧، ٢/ ١٧٦، ٢٧٣.
(١٣) انظر صـ: ١/ ٢٩٥، ٢/ ٥١، ٦٠، ٢٥٩ - ٢٧٧.
(١٤) راجع صـ: ١/ ٥٠٠، ٥٠٢ - ٥٠٣، ٥٠٥.
(١٥) انظر صـ: ١/ ٢٤٥، ٢٥٠ - ٢٥٢، ٤٤٥، ٢/ ١٤، ٢/ ٧١، ١٧٥، ٢٣٥.
(١٦) انظر صـ: ١/ ٢٣٢ - ٢/ ٣٩، ٤٠، ٣/ ١٩٤ - ١٩٥.
(١٧) ١/ ٤٠١ - ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>