للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢ - الماتريدية فرقة من غلاة المقلدين الجامدين للإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، في مسائل الفقه العملية (وفيهم الكوثرية الفنجفيرية والديوبندية).

ومن الغلاة فيه، ومن المتعصبين له تعصباً مقيتاً، كادوا أن يرفعوه إلى منزلة العصمة، فجعلوا كثيراً من الأحاديث الصحيحة (حنفية) بتأويلاتهم، وجانبوا الحق نضالاً عن منهجهم، حتى صرح بعض كبار أئمة الديوبندية في صدد بيان مسألة (الخيار) بأن الحق مذهب الشافعي من جهة الأحاديث والنصوص ولكنا مقلدون يجب علينا تقليد إمامنا أبي حنيفة!.

وقد ذكرت لغلوهم وتحريفهم عدة أمثلة (١).

٤٣ - الماتريدية مع غلوهم في الإمام أبي حنيفة- يخالفونه في كثير من أبواب العقيدة مخالفة صريحة وخرجوا عليه، وعلى أصحابه الأوائل، كالإمامين أبي يوسف، ومحمد رحمهم الله تعالى، خروجاً واضحاً فاضحاً وهو ما يستحي منه من عنده استحياء *وإلا فليفعل ما يشاء*؛

وفيما يلي بعض الأمثلة لذلك:

أ- إن الإمام أبا حنيفة، وأصحابه الأوائل يحتجون بأخبار الآحاد في باب العقيدة، ولا سيما باب الصفات.

أما الماتريدية فقد خالفوهم وخرجوا عليهم (٢).

ب- لم يعرف عن الإمام أبي حنيفة وأصحابه القدماء رحمهم الله تأويل الصفات بل قد صرحوا بعدم جواز تأويلها، وأن عدم التأويل وإثبات الصفات هو مذهب أهل السنة والجماعة.

وأن تأويل الصفات إبطال وتعطيل لها، وهو مذهب أهل القدر والاعتزال (٣). أما الماتريدية فقد خالفوهم وخرجوا عليهم بتلك التأويلات التي هي تعطيل للصفات وتحريف لنصوصها، كما تقدم في النتائج بأرقام (٣٠ - ٣٤).

ج- إن الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى قد أثبت علو الله تعالى وأنه في السماء، وقد صرح بتكفير من أنكر علو الله تعالى، وأنه في السماء، بل كفر من شك في ذلك (٤).

لكن الماتريدية أنكروا علو الله إنكاراً صريحاً، وقالوا: (إن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل به ولا منفصل عنه، ولا فوق ولا تحت ولا على العرش ولا فوق العرش (٥) إلى آخر هذيانهم).

د- إن الإمام أبا حنيفة قد استدل على علو الله تعالى بحديث الجارية (٦).

لكن عامة الماتريدية يحرفونه بالتأويل ويصرحون بأنه مخالف للقطعيات (٧).

أما الكوثري والكوثرية وبعض الديوبندية فقد طعنوا فيه ظلماً وعدواناً. (٨).

هـ- إن الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى قد استدل على علو الله تعالى وأنه في السماء بدليل الفطرة وهو قوله: (إن الله يدعى من أعلى لا من أسفل) (٩) لكن الماتريدي والماتريدية طعنوا في هذا الدليل الفطري، وحرفوه بتأويل قبيح حتى قالوا: (إن هذا دليل غلاة الروافض واليهود والمجسمة). فسبوا إمامهم الأعظم (أبا حنيفة) من حيث لا يشعرون (١٠).

وإن الإمام أبا حنيفة وأصحابه الأوائل لم يقولوا: بخلق القرآن، بل قد صرحوا بتكفير القائل بخلق القرآن (١١).

لكن الماتريدية قد قالوا بخلق القرآن جهاراً دون إسرار وتقية (الأشعرية) وقالوا: (بدون حياء، ليس بيننا وبين المعتزلة خلاف في خلق القرآن، وإنما الخلاف في الكلام النفسي) (١٢).


(١) انظر صـ: ٢/ ٥٢٩ - ٥٣٣.
(٢) انظر صـ: ٢/ ٧٥ - ٧٩.
(٣) انظر صـ: ١/ ٤٦٦ - ٤٦٧، ٢/ ٧٥ - ٧٩، ٢/ ٢٩٩ - ٣٠٠، ٣/ ٣٧.
(٤) راجع صـ: ٢/ ٧٥، ٢/ ٥٢٥ - ٥٢٩.
(٥) انظر صـ: ١/ ٤٧٠ - ٤٧١.
(٦) راجع صـ: ٢/ ٧٥، ٢/ ٥٢٥ - ٥٢٩، ٢/ ٥٤٩.
(٧) راجع صـ: ٢/ ٥٢٩.
(٨) راجع صـ: ٢/ ٥٥٠ - ٥٦٢.
(٩) انظر صـ: ٢/ ٧٥، ٢/ ٥٢٦.
(١٠) راجع صـ: ٢/ ٥٤٢ - ٥٤٣ وبعدها رد عليهم إلى ٢/ ٥٤٦.
(١١) انظر صـ: ٣/ ١١٢ - ١١٦.
(١٢) انظر صـ: ١/ ٣٩٠، ٣/ ٧٣ - ٨٢، ١٠٨ - ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>