قال ابن جزي: جبل الفتح هو معقل الاسلام المعترض شجا في حلوق عبدة الاصنام حسنة مولانا أبي الحسن «٧» رضي الله عنه، المنسوبة إليه، وقربته التي قدمها نورا بين يديه، محل عدد الجهاد ومقر أساد الأجناد»
، والثغر الذي افترّ عن نصر الايمان وأذاق أهل الأندلس، بعد مرارة الخوف، حلاوة الأمان ومنه كان مبدأ الفتح الاكبر وبه نزل طارق بن زياد مولى موسى بن نصير «٩» عند جوازه، فنسب إليه فيقال له: جبل طارق، وجبل الفتح، لان مبدأه كان منه.
وبقايا السور الذي بناه ومن معه باقية إلى الآن تسمى بسور العرب شاهدتها أيام إقامتي به عند حصار الجزيرة «١٠» أعادها الله، ثم فتحه مولانا أبو الحسن رضوان الله عليه، واسترجعه من أيدي الروم بعد تملكه له عشرين سنة ونيفا، وبعث إلى حصاره ولده الامير الجليل أبا مالك وأيده بالاموال الطائلة والعساكر الجرّارة، وكان فتحه بعد حصار ستة أشهر، وذلك في عام ثلاثة (وثلاثين) وسبعماية «١١» .