ثم رحلت من غرناطة إلى الحمّة، ثم إلى بلّش ثم إلى مالقة، ثم إلى حصن ذكوان وهو حصن حسن كثير المياه والاشجار والفواكه «٥١» ، ثم سافرت منه إلى رندة ثم إلى قرية بني رياح «٥٢» فأنزلني شيخها أبو الحسن علي بن سليمان الرياحي وهو أحد كرماء الرجال، وفضلاء الأعيان يطعم الصادر والوارد وأضافني ضيافة حسنة.
ثم سافرت إلى جبل الفتح وركبت البحر في الجفن الذي جزت فيه أولا وهو لأهل أصيلا فوصلت إلى سبتة وكان قائدها إذا ذاك الشيخ أبو مهدي عيسى بن سليمان بن منصور وقاضيها الفقيه أبو محمد الزجندري «٥٣» .
ثم سافرت منها إلى أصيلا وأقمت بها شهورا «٥٤» ، ثم سافرت منها إلى مدينة سلا «٥٥» ، ثم سافرت من سلا فوصلت إلى مدينة مراكش «٥٦» ، وهي من أجمل المدن، فسيحة الأرجاء متسعة الأقطار كثيرة الخيرات، بها المساجد الضّخمة كمسجدها الأعظم المعروف بمسجد الكتبيين «٥٧» وبها الصومعة الهائلة العجيبة، صعدتها وظهر لي جميع البلد منها،