وسرنا في بلاد هكّار شهرا، وهي قليلة النبات كثيرة الحجارة، طريقها وعر، ووصلنا يوم عيد الفطر «١٣٩» إلى بلاد برابر أهل لثام كهؤلاء فأخبرونا باخبار بلادنا واعلمونا أن اولاد خراج «١٤٠» وابن يغمور «١٤١» خالفوا وسكنوا (تسابيت) من توات «١٤٢» ، فخاف أهل القافلة من ذلك، ثم وصلنا إلى بودا «١٤٣» ، بضم الباء الموحدة، وهي من أكبر قرى توات، وأرضها رمال وسباخ وتمرها كثير ليس بطيب، لكن أهلها يفضلونه على تمر سجلماسة، ولا زرع بها ولا سمن ولا زيت وانما يجلب لها ذلك من بلاد المغرب، واكل أهلها التمر والجراد، وهو كثير عندهم يختزنوه كما يختزن التمر ويقتاتون به ويخرجون إلى صيده قبل طلوع الشمس فانه لا يطير اذا ذاك لأجل البرد! وأقمنا ببودا أياما، ثم سافرنا في قافلة ووصلنا في أواسط ذي القعدة «١٤٤» إلى مدينة سجلماسة، وخرجت منها في ثاني ذي الحجة «١٤٥» ، وذلك أول البرد الشديد، ونزل بالطريق ثلج كثير. ولقد رأيت الطرق الصّعبة والثلج الكثير ببخاري وسمرقند وخراسان وبلاد الأتراك فلم أر أصعب من طريق أمّ جنيبة! «١٤٦» .
ووصلنا ليلة عيد الأضحى إلى دار الطمع «١٤٧» ، فأقمت هنالك يوم الأضحى، ثم