للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعجبت من سيفي وقد جاور الغضا ... بقلبي فلم يسبكه منه مذيب

وأعجب أن لا يورق الرمح في يدي ... ومن فوقه غيث المشوق سكيب

فيا سرح ذاك الحيّ لو أخلف الحيا ... لأغناك من صوب الدموع صبيب

ويا هاجر الجوّ الجديب تلبّثا ... فعهدي رطب الجانبين خصيب

ويا قادح الزند الشّحاح ترفّقا ... عليك فشوقي الخارجيّ شبيب

أيا خاتم الرسل المكين مكانه ... حديث الغريب الدار فيك غريب

فؤادي على جمر البعاد مقلّب ... يماح عليه للدموع قليب

فو الله ما يزداد إلا تلهّبا ... أأبصرت ماء ثارض عنه لهيب

فليلته ليل السّليم ويومها ... إذا شدّ للشوق العصاب عصيب

هواي هدى فيك اهتديت بنوره ... ومنتسبي للصحب منك نسيب

وحسبي على أني لصحبك منتم ... وللخزرجييّين الكرام نسيب

عدت عن مغانيك المشوقة للعدا ... عقارب لا يخفي لهنّ دبيب

حراص على إطفاء نور قدحته ... فمستلب من دونه وسليب

فكم من شهيد في رضاك مجدّل ... يظلله نسر ويندب ذيب

تمرّ الرياح الغفل فوق كلومهم ... فتعبق من أنفاسها وتطيب

بنصرك عنك الشغل من غير منّة ... وهل يتساوى مشهد ومغيب

فإن صحّ منك الحظّ طاوعت المنى ... ويبعد مرمى السهم وهو مصيب

ولولاك لم يعجم من الروم عودها ... فعود الصليب الأعجميّ صليب

وقد كانت الأحوال، لولا مراغب ... ضمنت ووعد بالظهور، تريب

فما شئت من نصر عزيز وأنعم ... أثاب بهنّ المؤمنين مثيب

منابر عزّ أذّن الفتح فوقها ... وأفصح للعضب الطرير خطيب

نقود إلى هيجائها كلّ صائل ... كما ريع مكحول اللحاظ ربيب

ونجتاب من سرد اليقين مدراعا ... يكفّتها من يجتني ويثيب

إذا اضطرب الخطّيّ حول غديرها ... يروقك منها لجّة وقضيب

فعذرا وإغضاء ولا تنس صارخا ... بعزّك يرجو أن يجيب مجيب

وجاهك بعد الله نرجو، وإنّه ... لحظّ مليء بالوفاء رغيب

عليك صلاة الله ما طيّب الفضا ... عليك مطيل بالثناء مطيب

وما اهتزّ قدّ للغصون مرنّح ... وما افترّ ثغر للبروق شنيب

«إلى حجّة الله تعالى المؤيدة ببراهين أنواره، وفائدة الكون ونكتة أدواره، وصفوة نوع

<<  <  ج: ص:  >  >>