للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن جزي: في بلدة صفاقس يقول عليّ بن حبيب التّنوخى:

سقيا لأرض صفاقس ... ذات المصانع والمصلّى

فحمى القصير إلى الخليج «٤٩» ... فقصرها السّامي المعلّى

بلد يكاد يقول حين ... تزوره: أهلا وسهلا!

وكأنه والبحر ... يحسر تارة عنه ويملا

صبّ يريد زيارة ... فإذا رأى الرّقباء ولّى!!

وفي عكس ذلك يقول الأديب البارع أبو عبد الله محمد بن أبي تميم وكان من المجدّين المكثرين:

صفاقس لا صفا عيش لساكنها ... ولا سقى أرضها غيث إذا انسكبا

ناهيك من بلدة من حلّ ساحتها ... عانى بها العاديين: الرّوم والعربا «٥٠» !!

كم ضلّ في البرّ مسلوبا بضاعته ... وبات في البحر يشكو الأسر والعطبا

قد عاين البحر قبحا في جوانبها ... فكلّما همّ أن يدنو لها هربا!

رجع، ثم وصلنا إلى مدينة قابس «٥١» ونزلنا بداخلها وأقمنا بها عشرا لتوالي نزول الأمطار.

<<  <  ج: ص:  >  >>