رجع، ثم خرجنا من مدينة قابس قاصدين طرابلس وصبّحنا في بعض المراحل إليها نحو مائة فارس أو يزيدون «٥٢» ، وكان بالركب قوم رماة فهابتهم العرب وتحامت مكانهم وعصمنا الله منهم «٥٣» ، وأظلنا عيد الأضحى «٥٤» في بعض تلك المراحل، وفي الرابع بعده وصلنا إلى مدينة طرابلس «٥٥» ! فأقمنا بها مدة، وكنت عقدت بصفاقس على بنت لبعض أمناء تونس فبنيت عليها بطرابلس «٥٦» ، ثم خرجت من طرابلس أواخر شهر المحرم من عام ستة وعشرين «٥٧» ومعي أهلي وفي صحبتي جماعة من المصامدة، وقد رفعت العلم، وتقدمت عليهم وأقام الركب في طرابلس خوفا من البرد والمطر، وتجاوزنا مسلاتة «٥٨» ومسراتة «٥٩»