منازلها «١٨٨» نزلنا (حميثرا) حيث قبر ولي الله أبي الحسن الشاذلي، وقد ذكرنا كرامته في إخباره أنه يموت بها، وأرضها كثيرة الضباغ، ولم نزل ليلة مبيتنا بها نحارب الضباع، ولقد قصدت رحلي ضبع منها فمزقت عدلا كان به واجترّت منه جراب تمر وذهبت به، فوجدناه لما أصبحنا ممزقا مأكولا معظم ما كان فيه.
ثم لما سرنا خمسة عشر يوما وصلنا إلى مدينة عيذاب «١٨٩» وهي مدينة كبيرة كثيرة الحوت واللبن ويحمل اليها الزرع والتمر من صعيد مصر، وأهلها البجاة «١٩٠» وهم سود الألوان يلتحفون ملاحف صفرا ويشدون على رؤوسهم عصايب يكون عرض العصابة منها أصبعا وهم لا يورّثون البنات، وطعامهم ألبان الإبل ويركبون المهاري «١٩١» ويسمونها الصّهب، وثلث المدينة للملك الناصر وثلثاها لملك البجاة وهو يعرف بالحدربي «١٩٢» بفتح الحاء المهمل وإسكان الدال وراء مفتوحة وباء موحدة وياء، وبمدينة عيذاب مسجد ينسب للقسطلاني «١٩٣» شهير البركة رأيته وتبركت به، وبها الشيخ الصالح موسى، والشيخ المسن محمد