الوليد «٧٣» سيف الله ورسوله، وعليه زاوية ومسجد وعلى القبر كسوة سوداء، وقاضي هذه المدينة جمال الدين الشريشى «٧٤» من أجمل الناس صورة وأحسنهم سيرة.
ثم سافرت منها إلى مدينة حماة «٧٥» إحدى أمهات الشام الرفيعة، ومدائنها البديعة، ذات الحسن الرائق، والجمال الفائق تحفّها البساتين والجنات، عليها النواعير كالأفلاك الدائرات «٧٦» يشقها النّهر العظيم المسمى بالعاصي «٧٧» ، ولها ربض سمي بالمنصورية أعظم من المدينة، فيه الأسواق الحافلة والحمامات الحسان.
وبحماة الفواكه الكثيرة، ومنها المشمش اللوزي اذا كسرت نواته وجدتّ في داخلها لوزة حلوة «٧٨» .
قال ابن جزي: وفي هذه المدينة ونهرها ونواعيرها وبساتينها يقول الأديب الرّحال نور