لا خلا جوشن وبطياس وال ... عبد من كلّ وابل غيداق «١٠٤»
كم بها مرتع لطرف وقلب ... فيه سقي المنى بكأس دهاق
وتغنّي طيوره لإرتياح ... وتثني غصونه للعناق
وعلوّ الشّهباء حيث استدارت ... أنجم الأفق حولها كالنّطاق.
رجع، وبحلب ملك الأمراء أرغون الدّوادار أكبر أمراء الملك الناصر «١٠٥» ، وهو من الفقهاء موصوف بالعدل لكنه بخيل. والقضاة بحلب أربعة للمذاهب الأربعة، فمنهم القاضي كمال الدين بن الزّملكاني «١٠٦» شافعي المذهب عالي الهمة كبير القدر كريم النفس حسن الأخلاق متفنن بالعلوم، وكان الملك الناصر قد بعث إليه ليولّيه قضاء القضاة بحضرة ملكه فلم يمض له ذلك، وتوفى ببلبيس وهو متوجه إليها، ولما ولى قضاء حلب قصدته الشعراء من دمشق وسواها وكان فيمن قصده شاعر الشام شهاب الدين أبو بكر محمد ابن الشيخ