ثم رحلنا ونزلنا موضعا يعرف بالمشقوق «٢٥٥» فيه مصنعان بهما الماء العذب الصافي، وأراق الناس ما كان عندهم من الماء وتزوّدوا منهما، ثم رحلنا ونزلنا موضعا يعرف بالتّنانير «٢٥٦» وفيه مصنع ممتلئ بالماء ثم أسرينا منه واجتزنا ضحوة بزمّالة «٢٥٧» وهي قرية معمورة بها قصر للعرب ومصنعان للماء وأبار كثيرة، وهي من مناهل هذا الطريق، ثم رحلنا فنزلنا الهيثمين «٢٥٨» ، وفيه مصنعان للماء ثم رحلنا فنزلنا دون العقبة المعروفة بعقبة الشيطان «٢٥٩» ، وصعدنا العقبة في اليوم الثاني، وليس بهذا الطريق وعر سواها على أنها ليست بصعبة ولا طائلة، ثم نزلنا موضعا يسمى واقصة «٢٦٠» فيه قصر كبير ومصانع للماء معمور بالعرب، وهو آخر مناهل هذا الطريق.
وليس فيما بعده إلى الكوفة منهل مشهور إلا مشارع ماء الفرات، وبه يتلقّى كثير من أهل الكوفة الحاجّ ويأتون بالدقيق والخبز والتمر والفواكه، ويهنئ الناس بعضهم بعضا بالسلامة، ثم نزلنا موضعا يعرف بلورة «٢٦١» ، فيه مصنع كبير للماء، ثم نزلنا موضعا يعرف بالمساجد «٢٦٢» فيه ثلاث مصانع، ثم نزلنا موضعا يعرف بمنارة القرون «٢٦٣» ، وهي منارة في بيداء من الأرض بائنة الارتفاع مجللة بقرون الغزلان، ولا عمارة حولها، ثم نزلنا موضعا