للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلدة أشتركان «٩٦» ، ويضبط اسمها بضم الهمزة واسكان الشين المعجم وضم التاء المعلوة واسكان الراء وآخره نون، وهي بلدة حسنة كثيرة المياه والبساتين، ولها مسجد بديع يشقّه النهر، ثم رحلنا منها إلى مدينة فيروزان «٩٧» ، واسمها كانّه تثنيّة فيروز، وهي مدينة صغيرة ذات أنهار وأشجار وبساتين، وصلناها بعد صلاة العصر فرأينا أهلها قد خرجوا لتشييع جنازة وقد أوقدوا خلفها وأمامها المشاعل، واتبعوها بالمزامير والمغنّيين بانواع الأغاني المطربة فعجبنا من شأنهم، وبتنا بها ليلة.

ومررنا بالغد بقرية يقال لها نبلان «٩٨» وهي كبيرة على نهر عظيم وإلى جانبه مسجد في النهاية من الحسن يصعد إليه في درج وتحفّه البساتين، وسرنا يومنا فيما بين البساتين والمياه والقرى الحسان، الكثيرة أبراج الحمام، ووصلنا بعد العصر إلى مدينة إصفهان «٩٩» من عراق العجم، واسمها يقال بالفاء الخالصة ويقال بالفاء المعقودة المفخّمة، ومدينة إصفهان من كبار المدن وحسانها إلّا أنها الآن قد خرب أكثرها بسبب الفتنة التي بها بين أهل السنّة والروافض «١٠٠» ، وهي متّصلة بينهم حتى الآن، فلا يزالون في قتال، وبها الفواكه الكثيرة، ومنها المشمش الذي لا نظير له، يسمّونه بقمر الدّين وهم ييبّسونه ويدّخرونه، ونواه ينكسر عن لوز حلو، ومنها السفرجل الذي لا مثل له في طيب المطعم وعظم الجرم والأعناب الطيبة

<<  <  ج: ص:  >  >>