للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان خذا بنده «٢٢٥» ومعه عساكر التتر وحاميتها فاتّفقوا على قتال السلطان أبي سعيد، وزحفوا إليه، فلما التقى الجمعان هرب التتر إلى سلطانهم وأفردوا الجوبان، فلما رأى ذلك نكص على عقبيه، وفرّ إلى صحراء سجستان، وأوغل فيها وأجمع على اللحاق بملك هراة غياث الدين «٢٢٦» مستجيرا به وتحصّنا بمدينته وكانت له عليه أياد سابقة، فلم يوافقه والده حسن وطالش على ذلك، وقالا له: إنّه لا يفي بالعهد، وقد غدر فيروزشاه «٢٢٧» بعد أن لجأ اليه وقتله، فأبى الجوبان إلّا أن يلحق به ففارقه ولداه وتوجه ومعه ابنه الأصغر جلوخان، فخرج غياث الدين لاستقباله وترجّل له وأدخله المدينة على الأمان ثم غدره بعد أيّام، وقتل ولده وبعث برأسيهما إلى السلطان أبي سعيد.

وأمّا «٢٢٨» حسن وطالش فانهما قصدا خوارزم وتوجّها إلى السلطان محمد أوزبك فاكرم مثواهما وانزلهما إلى أن صدر منهما ما أوجب قتلهما، فقتلهما، وكان للجوبان ولد رابع اسمه الدّمر طاش «٢٢٩» ، فهرب إلى ديار مصر فاكرمه الملك الناصر واعطاه الإسكندرية فأبى من قبولها، وقال: إنما أريد العساكر لأقاتل أبا سعيد، وكان متى بعث إليه الملك الناصر بكسوة أعطى هو للّذي يوصلها اليه أحسن منها، إزراء على الملك الناصر، وأظهر أمورا أوجبت قتله فقتله وبعث برأسه إلى أبي سعيد، وقد ذكرنا قصّته وقصّة قراسنقور فيما تقدّم، ولمّا قتل الجوبان جيء به وبولده ميّتين فوقف بهما على عرفات وحملا إلى المدينة ليدفنا

<<  <  ج: ص:  >  >>