فهزموه وملكوا البلاد وتغلّبوا على سرخس والزاوه وطوس، وهي من أعظم بلاد خراسان وجعلوا خليفتهم بمشهد علي بن موسى الرّضى «١٠٣» ، وتغلبوا على مدينة الجام، ونزلوا بخارجها وهم قاصدون مدينة هرات، وبينها وبينهم مسيرة ستّ.
فلما بلغ ذلك الملك حسينا جمع الأمراء والعساكر وأهل المدينة واستشارهم: هل يقيمون حتّى يأتي القوم أو يمضون إليهم فيناجزونهم، فوقع إجماعهم على الخروج اليهم وهم قبيلة واحدة يسمون الغورية، ويقال: إنهم منسوبون إلى غور الشام، وأن أصلهم منه «١٠٤» ، فتجهزوا أجمعون واجتمعوا من أطراف البلاد وهم ساكنون بالقرى وبصحراء مرغيس «١٠٥» ، وهي مسيرة أربع لا يزال عشبها أخضر ترعى منه ماشيتهم وخيلهم، وأكثر شجرها الفستق ومنها يحمل إلى أرض العراق، وعضدهم أهل مدينة سمنان «١٠٦» ، ونفروا جميعا إلى الرافضة وهم مائة وعشرون ألفا ما بين رجّالة وفرسان، ويقودهم الملك حسين، واجتمعت الرافضة في مائة وخمسين ألفا من الفرسان، وكانت الملاقاة بصحراء بوشنج «١٠٧» ، وصبر