ووصلنا إلى القافلة بعد العشاء الآخرة فبتنا بمنزل ششنغار «١٥٦» ، وهي آخر العمارة مما يلي بلاد الترك.
ومن هنالك دخلنا البرية الكبرى وهي مسيرة خمس عشرة «١٥٧» ، لا تدخل إلّا في فصل واحد وهو بعد نزول المطر بأرض السند والهند وذلك في أوائل شهر يوليه، وتهب في هذه البرية ريح السموم القاتلة التي تعفّن الجسوم حتى أن الرجل إذا مات تفسخ أعضاؤه، وقد ذكرنا أن هذه الريح تهبّ أيضا في البرية بين هرمز وشيراز. «١٥٨»
وكانت تقدمت أمامنا رفقة كبيرة فيها خذاوند زاده قاضي التّرمذ فمات لهم جمال وخيل كثيرة، ووصلت رفقتنا سالمة بحمد الله تعالى إلى بنج آب «١٥٩» ، وهو ماء السند، وبنج بفتح الباء الموحدة وسكون النون والجيم ومعناه الماء، فمعنى ذلك الأودية الخمسة، وهي تصبّ في النهر الأعظم وتسقي تلك النواحي وسنذكرها إن شاء الله تعالى.
وكان وصولنا لهذا النهر سلخ ذي الحجة، واستهل علينا تلك الليلة هلال المحرم من عام أربعة وثلاثين وسبعمائة، «١٦٠» ومن هنالك كتب المخبرون بخبرنا إلى أرض الهند وعرّفوا ملكها بكيفية أحوالنا.
وهاهنا ينتهي بنا الكلام في هذا السفر والحمد لله رب العالمين.