مثناة مكسورة وياء، مدينة كبيرة كثيرة الأرز، وأرزها طيب ومنها يحمل إلى حضرة دهلي ولها مجبى كثير جدا، أخبرني الحاجب شمس الدين البوشنجي بمقداره وأنسيته.
ثم سافرنا منها إلى مدينة حانسي «٦٤» ، وضبط اسمها بفتح الحاء المهمل وألف ونون ساكن وسين مهمل مكسورة وياء، وهي من أحسن المدن وأتقنها وأكثرها عمارة، ولها سور عظيم ذكروا أن بانيه رجل من كبار سلاطين الكفار يسمى توره، بضم التاء المعلوة وفتح الراء وله عندهم حكايات وأخبار، ومن هذه المدينة هو «٦٥» كمال الدين صدر الجهان، قاضي قضاة الهند، وأخوه قطلوخان معلم السلطان وأخواهما نظام الدين وشمس الدين الذي انقطع إلى الله وجاور بمكة حتى مات.
ثم سافرنا من حانسي فوصلنا بعد يومين إلى مسعود أباد «٦٦» ، وهي على عشرة أميال من حضرة دهلي، وأقمنا بها ثلاثة أيام، وحانسى ومسعود أباد، هما للملك المعظم هوشنج، بضم الهاء وفتح الشين المعجم وسكون النون وبعدها جيم، ابن الملك كمال كرك بكافين معقودين أولاهما مضمومة، ومعناها الذّيب، وسيأتي ذكره.
وكان سلطان الهند الذي قصدنا حضرته غائبا عنها بناحية مدينة قنوج «٦٧» ، وبينها وبين حضرة دهلي عشرة أيام، وكانت بالحضرة والدته وتدعى المخدومة جهان، وجهان اسم الدنيا، وكان بها أيضا وزيره خواجه جهان المسمى بأحمد بن إياس، الرومي الأصل «٦٨» فبعث الوزير إلينا أصحابه ليتلقونا، وعيّن للقاء كل واحد منا من كان من صنفه، فكان من الذين عيّنهم للقاءي الشيخ البسطامي والشريف المازندراني، وهو حاجب الغرباء، والفقيه علاء الدين الملتاني المعروف بقنّره، بضم القاف وفتح النون وتشديدها، وكتب إلى السلطان بخبرنا وبعث الكتاب مع الدّاوة وهي بريد الرجّالة، حسبما ذكرناه، فوصل إلى السلطان، وأتاه الجواب في تلك الأيام الثلاثة التي أقمناها بمسعود أباد.